خالفت السوق السعودية، في مختلف قطاعاتها الاقتصادية، التوقعات الدولية بانحسار النشاطات التجارية والمصرفية في الخليج بسبب الظلال التي ألقتها أزمة العراق مع الأممالمتحدة وتوقعات عمل عسكري في الخليج. وباستثناء سوق الأسهم، التي تذبذبت أسعارها الشهر الجاري وغلب عليها الانخفاض الحاد في أغلب فترات التداول، استمرت وتيرة العمل في المصارف السعودية وفق معدلاتها العادية خلال هذه الفترة من كل عام، وحافظت السوق العقارية على تماسكها، واستمرت تجارة التجزئة عند معدلاتها الطبيعية. وأكد المدير العام للخدمات المصرفية الشخصية في البنك السعودي - البريطاني في الرياض سليمان الحمدان لپ"الحياة" انه "لم يطرأ أي انخفاض في الحسابات ولم تلحظ الادارة أي تغير في استقرار العمليات المصرفية او زيادة في تحويلات العمالة الأجنبية، وارتفعت عمليات الاقراض وفقاً لسياسة المصرف". وأشار الحمدان الى استقرار المعاملات المصرفية وعدم تأثرها بأي شكل من الأشكال بما يسمى "أزمة العراق". وقال: "ان حركة المعاملات تسير بخطى ثابتة من دون أي تغييرات". ولفت الى ان السعودي - البريطاني والمصارف السعودية تواصل نشاطاتها وخدماتها بشكل ايجابي ومتفائل من خلال طرح خدماتها المعتادة والخدمات الجديدة، وافتتاح الفروع وفق الخطط الموضوعة. وعلى رغم الخسائر التي منيت بها سوق الأسهم السعودية في الأيام العشرة الماضية قال خبراء اقتصاديون في السوق التقتهم "الحياة" ان "سوق الأسهم لا تعمل بقاعدة علمية حقيقية وليس لها معايير استثمارية محددة، ويستهدف العاملون المضاربة ولا يعملون في الاستثمار". واستبعد الخبير الاقتصادي سامي بخاري ان تكون سوق الأسهم تأثرت من الحشود في الخليج. وقال: "ان التذبذب في السوق لم يكن تعبيراً عن حالة قلق لكن محاولة من بعض المضاربين الاستفادة من التطورات وهو أمر يعد طبيعياً حسب وجهة نظرهم". وظلت الأوضاع هادئة ومستقرة في المصارف التجارية في جدة ولم تشهد اقبالاً غير عادي سواء من المواطنين او المقيمين على تحويل مدخراتهم الى الخارج كما حدث ابان أزمة احتلال الكويت في آب اغسطس 1990، واستبعد مصرفيون اتصلت بهم "الحياة" وجود اشارات عن سحوبات مالية من أي نوع أو تحويل المدخرات او الاقبال على شراء الدولار او أي من العملات الأخرى مقابل بيع الريال. ولم تشهد أسواق السلع الغذائية والاستهلاكية في الرياضوجدة أي حركة غير معتادة تستهدف تخزين المواد، وبقيت الأسعار على حالها من دون تغيير، والنقص المحلي الذي حدث في البندورة، على سبيل المثال الأسبوع الماضي، وأدى الى زيادة الأسعار عُوض بكميات كبيرة تم استيرادها من بعض الدول العربية، وظلت السوق محتفظة بهدوئها واتزانها حتى ان بائع زهور في جدة باع عند الاحتفال بعيد الحب أكثر من خمسة آلاف وردة حمراء وأكثر من عشرة آلاف من ألوان مختلفة وبدت مراكز بيع الورد خالية تقريباً. المزاد العقاري الكبير ولم تشهد السوق العقارية أي تغير يذكر وحافظت الأسعار على تماسكها وستشهد الرياض اليوم مزاداً عقارياً كبيراً يقام لبيع 1274 قطعة أرض في الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة تديره كل من شركة "الأنوار" وشركة "صالح العبيد" العقاريتان. وقدر سمسارة السوق في الرياض ان يكون ايراد المزاد نحو 500 مليون ريال 133 مليون دولار، مشيرين الى ان المزاد سيشهد اقبالاً جيداً وستباع الأراضي بالأسعار المتداولة في هذا الجزء من العاصمة.