أجرى الملك حسين محادثات أمس مع الرئيس ياسر عرفات تناولت المقترحات الأميركية لإعادة احياء عملية السلام وآخر الجهود المبذولة لإيجاد حل ديبلوماسي للأزمة العراقية، التي استدعت استنفار الدول المجاورة قواتها وحشدها على الحدود مع العراق. فيما وضع الأردن قوات أمنه في حال طوارئ. وقالت مصادر أردنية رسمية ان الزعيمين عقدا جلسة مغلقة، تلتها أخرى موسعة حضرها كبار المسؤولين من الجانبين، وذلك بغية "تنسيق المواقف من المقترحات الأميركية الأخيرة لإعادة احياء مفاوضات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية". وتناول البحث أيضاً الأزمة بين العراقوالولاياتالمتحدة. وأكد الجانبان "ضرورة ايجاد حل سلمي لها لتجنيب الشعب العراقي والمنطقة النتائج المدمرة للحرب التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها". وكان الرئيس الفلسطيني وصل الى عمان أمس في زيارة قصيرة استغرقت يوماً واحداً لتبادل وجهات النظر في تطورات القضيتين الفلسطينية والعراقية. وكان مبعوثان اسرائيليان من وزارة الخارجية زارا عمان قبل ثلاثة أيام حاملين وجهة نظر الحكومة الاسرائيلية في المقترحات الأميركية. وتأتي محادثات الجانبين الأردني والفلسطيني غداة تظاهرات شهدتها عمان والأراضي الفلسطينية الاسبوع الماضي تضامناً مع العراق واحتجاجاً على التهديدات العسكرية الأميركية لبغداد. وكان كل من الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية اتخذ قراراً بحظر كل تظاهرات الاحتجاج. حشود عسكرية على صعيد آخر، اكدت مصادر ديبلوماسية غربية ان الدول المجاورة للعراق وضعت وحدات عسكرية مقاتلة في حال تأهب قصوى على حدودها مع العراق تحسباً لأية مفاجآت محتملة في سياق عمليات عسكرية اميركية متوقعة ضد العراق. وأبلغت هذه المصادر "الحياة" ان "الجميع يتصرف كأن الخيار الديبلوماسي استنفد ولا مفر من الضربات العسكرية"، وان الولاياتالمتحدة وبريطانيا والدول التي اعلنت وقوفها الى جانب واشنطن اتخذت اجراءات تدعو مواطنيها الى مغادرة العراق والحذر لدى زيارتهم عدداً من دول المنطقة. وأشارت الى ان تلك الدول اتخذت ايضاً اجراءات احترازية لحماية سفاراتها وديبلوماسييها في دول المنطقة من أي هجوم انتقامي محتمل. وكانت السفارة البريطانية في عمان تعرضت يوم الاربعاء الماضي لهجوم بقنبلة حارقة، وتمكن حراسها من احباط الهجوم والقبض على المهاجم الذي لا يزال قيد التحقيق. ولم تذكر المصادر حجم الحشود العسكرية التي قامت بها الدول المجاورة للعراق. وكانت أكدت الاسبوع الماضي ان الاقمار الاصطناعية اظهرت بالصور حشوداً سورية وتركية. وكشفت مصادر أردنية موثوق بها ل "الحياة" ان قوات الأمن وضعت في حال طوارئ. كما اتخذت اجراءات للتعامل مع احتمال تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين العراقيين. وأعربت عن قلقها من احتمال توقف امدادات النفط من العراق خلال العمليات العسكرية. وتراوح كمية النفط التي يستوردها الأردن من العراق ما بين 10 الى 11 ألف طن يومياً تنقلها براً نحو 600 شاحنة. وأوضحت ان مخزون النفط الاحتياطي لدى المملكة لا يتجاوز ثلاثة اسابيع من الاستهلاك. ومعروف ان امدادات النفط توقفت لبضعة ايام خلال الحملة العسكرية ضد العراق في كانون الثاني يناير 1991.