استخدمت قوات الشرطة الأردنية الهراوات وخراطيم المياه لاحباط مسيرة شعبية نظمتها لجنة تضم أحزاب المعارضة والنقابات المهنية تضامناً مع الشعب العراقي في مواجهة التهديدات العسكرية الأميركية. كذلك اندلعت في الضفة الغربية مواجهات بين عشرات الفلسطينيين وجنود اسرائيليين قرب مدينة رام الله بعد تظاهرة تأييد للعراق. وأغلقت قوات الأمن الأردنية منطقة وسط العاصمة عمّان أمام المشاة والسيارات لمنع مئات المواطنين من الوصول الى الموقع للمشاركة في المسيرة السلمية، وذلك قبل ان تقتحم المسجد الحسيني الكبير لاعتقاد عدد من منظمي المسيرة وتفريق المصلين عند خروجهم بعد صلاة الجمعة. وقال شهود عيان ان الشرطة استخدمت الهراوات وخراطيم المياه والكلاب البوليسية لتفريق المواطنين. وأكد الشهود ان عدداً من المواطنين تعرض للضرب الشديد من قوات الأمن، فيما اعتقل عدد آخر بمن فيهم بعض منظمي المسيرة من أعضاء اللجنة الوطنية لنصرة العراق، وصحافيون أردنيون كانوا في الموقع لمتابعة الحدث. وكانت الحكومة رفضت أول من أمس طلب اللجنة السماح لها بإقامة مسيرة لدعم الشعب العراقي ومساندته. وأعرب وزير الداخلية السيد نذير رشيد في سياق تبريره قرار الحكومة عن مخاوف من "قيام بعض المندسين بأعمال قد تسيء" الى الأهداف التعبيرية لمثل هذه المسيرة. غير ان اللجنة أعلنت من جانبها انها قررت اجراء المسيرة من دون الرجوع الى وزارة الداخلية أو أخذ الاذن المسبق لتنفيذها. ولم تتسن معرفة عدد الاصابات والمعتقلين في المواجهات التي وقعت بين قوات الشرطة والمشاركين في المسيرة. يذكر ان الحكومة اتخذت قراراً الأسبوع الماضي بمنع كل اشكال المسيرات والتظاهرات والتجمعات الشعبية على خلفية التصعيد العسكري الأميركي ضد العراق، معتبرة ان "الظروف الحساسة هذه لا تسمح باقامة مثل هذه الاحتجاجات التي قد تستغل لزعزعة الأمن الوطني". وكان رئيس اللجنة الوطنية لنصرة العراق السيد سليمان عرار أكد أول من أمس ان أحزاب المعارضة والنقابات المهنية وبعض الشخصيات السياسية قرر القيام بمسيرة تضامنية تنطلق بعد صلاة الجمعة أمس من المسجد الحسيني الكبير في وسط العاصمة وتنتهي في الساحة الهاشمية على بعد مئات من الأمتار. وصرح رئيس الوزراء الدكتور عبدالسلام المجالي في تعقيبه على طلب اللجنة الوطنية الحصول على اذن لتنظيم المسيرة، بأن الاحتجاج على ضرب الشعب العراقي "قائم من الحكومة التي تمثل الشعب والأحزاب والنقابات"، مشيراً الى ان الحكومة "تخشى ان يكون هناك مندسون في مثل هذه المسيرة من شأنهم الاساءة الى أهدافها". وفيما كانت الشرطة تفرق المتظاهرين، شوهدت نساء عراقيات من بائعات "البسطات" في وسط البلد يبكين تأثراً بالمشهد. ومعروف ان العراقيات اللواتي يفترشن الأرض لبيع السجائر وسط العاصمة منذ حرب الخليج الثانية، أصبحن منظراً مألوفاً بالنسبة الى الأردنيين وجزءاً لا يتجزأ من شخصية المكان قرب ساحة المسجد الحسيني الكبير. من جهة اخرى، أ ف ب أفاد شهود عيان أمس ان مواجهات اندلعت بين عشرات من الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين في مخيم الجلزون قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية بعد تظاهرة تأييد للعراق. وقال الشهود ان التظاهرة التي شارك فيها مئات من سكان المخيم انطلقت بعد صلاة الجمعة وأطلق المتظاهرون خلالها الهتافات المؤيدة للعراق ورفعوا الأعلام الفلسطينية. وهرعت الى المخيم الذي يقع في المنطقة "ج" الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية وحدات من الجيش الاسرائيلية وعملت على تفريق التظاهرة. والقى المتظاهرون الفلسطينيون الحجارة والزجاجات الفارغة على الجنود الاسرائيليين الذين ردوا باطلاق الرصاص المغطى بالمطاط والقنابل المسيلة للدموع. وذكر شاهد عيان ان جندياً اسرائيلياً أصيب بجروح في الوجه نتيجة رشقه بحجر كما أصيب فلسطيني بعيار مطاطي خلال المواجهات