عندما وجه المندوب الدائم للعراق لدى الجامعة العربية الدكتور نبيل نجم الدعوة الى عدد من السياسيين والمثقفين والصحافيين المصريين لحضور حفلة عشاء، مساء اول من امس، على شرف وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف لم تكن غالبية المدعوين تتصور ان الصحاف سيكون خلال اللقاء على هذه الدرجة من "الصراحة" وأن يكشف ان لدى العراق صاروخاً جديداً اسمه "صامد". ويبدو ان اختفاء عدسات المصورين وأقلام الصحافيين جعلته يتحدث على سجيته ولم يخفف الصحاف لهجة التحدي للاميركيين حينما قال: "لا تخيفنا تهديدات الاميركيين لأنهم طراطير". ودلل على كلامه قائلاً: "نحن نقول ذلك من واقع التجربة العملية فأثناء "الحرب العالمية" ضدنا العام 91 ألقوا علينا قنابل وقذائف يقدّر وزنها بپ107 آلاف طن وتفوق ما ألقوه على هيروشيما اربع مرات. ومع ذلك صمدنا. ولذلك نقول إنهم طراطير". وخاطب الصحاف الموجودين بقوله: "أدعوكم جميعا لزيارة العراق. بحمد الله العراق الآن اقوى مما كان. وهم لا يقدرون على غزو بري للعراق لأنهم سيخسرون الكثير. لدينا مقبرة للجنود الاميركيين على مشارف بغداد"، غير ان وزير الخارجية العراقي لاحظ ان غالبية الموجودين لا تتوقع هجوماً قريباً على العراق وانما ترى ان الضربة ستكون جوية. ولذلك تابع: "اليوغسلاف خانونا وسلموا الاميركيين خرائط مواقع انشاءات عسكرية تحوي غرفاً كاملة بمعدات وتقنيات تعرضت جميعاً للقصف الاميركي. لكن معداتنا خرجت سليمة. فهم هدموا الجدران فقط لكن فاتهم اننا أقمنا، على بعد امتار من تلك المواقع، مواقع اخرى عراقية مئة في المئة عمل فيها مهندسون وفنيون عراقيون فقط. وعندما جاء القصف دمروا المواقع التي بناها اليوغسلاف اما مواقعنا فظلت سليمة". ولم يفت الصحاف ان يشير الى ان "الالمان رفضوا تسليم الاميركيين خرائط للمواقع التي شيدوها في العراق". الصين وعد بالمساندة السياسية وطرح احد الحاضرين سؤالاً عن موقف الصين من الازمة فأجاب الصحاف: "الصين وعدت بالمساندة السياسية داخل نطاق مجلس الامن. هم رفضوا العدوان الاميركي أما اكثر من ذلك فهم قالوا بصراحة: لا نقدر على اتخاذ مواقف اكبر من ذلك، فالقضية خارج نطاق اهتمامنا الآن". غير ان الاجابة عن السؤال التالي كانت اكثر سخونة وحوت معلومات كُشفت للمرة الاولى. فالسؤال كان عن ايران وكان رد الوزير العراقي: "خلال الحرب عام 1991 خاننا الايرانيون، استباحوا الحدود. ونهبوا وشردوا وضربونا من الخلف. لكننا تصدينا لهم. ولدينا الآن في السجون العراقية 64 من رجال الاستخبارات الايرانية وعند زيارتي الاخيرة لطهران طلب مني خاتمي اطلاقهم". لكنه اضاف: "ايران الآن ضد الضربة الاميركية وأعتقد أننا قد رتبنا الاوضاع معهم". وقبل ان يوجه اي من الحاضرين سؤالاً فاجأ الصحاف الجميع بالقول: "نحن أطلقنا في سماء العراق منذ فترة صاروخاً عراقياً جديداً من تصنيع العراق مئة في المئة يبلغ مداه 150 كيلومتراً وأطلقنا عليه اسم "صامد".