في مقالة بعنوان "على العرب مصارحة العراق بأن المغامرة كبيرة والأكلاف قد تكون أكبر" والمنشور في "تيارات" - "الحياة" - بتاريخ 18/1/1998، طالب الكاتب العرب مصارحة القيادة العراقية بأنها تخسر من تهرّبها من تطبيق القرارات الدولية وتخسر من افتعالها المشكلات مع أميركا والأمم المتحدة. وقال: "ان الموقف العربي يتطلب بعضاً من الانتقاد". فهناك في الوسط العربي، ومنه الرسمي أيضاً، جهات لا زالت تغذّي توهمات القيادة العراقية وتدفعها عن طريق أقوالها ومقترحاتها الداعية الى التطبيع معها واستخدامها في موازنة الأمن العربي مقابل ايران أو اسرائيل الى التشدد والغرور. 1- هل التطبيع مع العراق بعد سبع سنوات من العقوبات الدولية جريمة وخيمة العواقب أكثر من الاستسلام والترويج للأطماع الأميركية في المنطقة وأكثر من التطبيع مع اسرائيل التي تحتفل هذا العام بالذكرى الخمسين لقيامها على أرض فلسطين. 2- عدم تحييز الجانب الانساني من رفع العقوبات الخاص بمعاناة الشعب العراقي والذي أكده الشيخ زايد بالحظر الاقتصادي وحقيقة ان الحصار لم يؤثر على نظام بغداد بل زاده قوة اضافة الى استخدامه اثار الحصار على العراقيين عقاباً على تمردهم عليه، ويسهل له البقاء أطول على اكتاف شعب ضعيف مهلك. ويذكر ان الكاتب سامي شورش طالب في مقال سابق بعنوان "كردستان: رقعة صغيرة وانفجارات كبيرة" في تيارات الحياة في 26/10/1997 المجتمع الدولي الى أهمية استثناء تلك المنطقة المنكوبة من آثار العقوبات الدولية المفروضة على العراق منذ 1990 بينما يدعو هنا الى استمرار العقوبات على الشعب العراقي واضافة التهديد العسكري لها وكأن الضربة العسكرية الموعودة وما قبلها لم تستهدف ابناء هذا الشعب وممتلكاته وحياته القلقة بين عقوبات دولية غير محدودة ونظام جائر لا يرحم. 3- ذكر الدول العربية الخليجية في ما يخص الضربة العسكرية وكأنها ليست كيانات مستقلة لها سيادة وعضوية في المنطقة الدولية وان أميركا تفعل ما تشاء. 4- تحدث عن العرب، الوسط، دول، جهات، الآخرين، من دون تحديدها للقارئ. 5- استخدام - هفوات - افتعال مشاكل، مشكلات، منازعات دولية، تورط، اوهام، توهمات، بذرة الفكرة، المعطيات، بلغة انشائية معماة وليس لغة سياسية تخص صراعاً دولياً. 6- ان ملخص دعوة الكاتب هي رضوخ وقبول العراق بكل المقررات الدولية والأميركية من دون قيد أو شرط وهذا يمثل الخطاب الأميركي تجاه العراق من قبل كلينتون ووزيرة خارجيته وغيرهم. أما ما لم يذكره الأميركيون صراحة وتبرع الكاتب به فهو دعوة العرب لعدم التطبيع مع العراق. 7- ان الكاتب إذ يتهم العراق بافتعال المشكلات ونقض الاتفاقات وعدم الرضوخ وغير ذلك وينتقد العرب على مواقفهم ويحملهم مسؤولية تصرفات القيادة العراقية يمتدح الطيبة والتسامح الأميركي لغاية في نفس يعقوب اذ يقول: "ان واشنطن، وهذا ما لا تدركه بغداد، لم تعمل وفق قرار الخيار العسكري بل انصب جهدها في اتجاه اقامة تحالف سياسي ضد العراق يلوح بالضربة لا أكثر". إن مثل هذه الكتابات لا تخلو من التحامل ونية النيل من الآخر وانتقاصه ولا يمكن لمثل هذا الانتقاص ان يتم إلا في ظل وجود قوة مهيمنة عسكرياً وسياسياً وهذه هي الولاياتالمتحدة، وهي جملة من المشاعر والحساسيات التي نجمت أو كشفت عنها الانتفاضة العراقية 1991 والممتدة من الجنوب الى الشمال وما ترتب عليها من مناطق آمنة بحماية دولية وثمة فإن الكاتب يفضل بقاء عراق ضعيف مفكك غير قادر على تهديد، الدولة الكردية، في شماله بينما لا يتخوف الكاتب من ابتلاع أو سحق هذه الدولة من قبل الجارين الآخرين: ايرانوتركيا. ولا أدري كيف يتعاطى المرء في مصائر الشعوب والسياسات الدولية والاقليمية ويقدم نصائح أو توصيات بلهجة الأمر على العرب... غير مطلوبة منه، من دون ان تكون له نظرة شمولية متعمقة، في موضوعة البحث ومن دون ان يتجرد من حساسيته الطافحة بين السطور والممثلة باليأس الذي يدفعه تارة للترويج للهيمنة الأميركية وتارة الى حليفتها وأداتها في الناتو والتحالف الاسرائيلي التركي الجديد - تركيا.