تعهدت الولاياتالمتحدة بمنح خمسة ملايين دولار شهرياً لدعم حكومة صرب البوسنة الجديدة فيما تتزايد المؤشرات بأن مدينة برتشكو الخاضع مستقبلها لقرار تحكيم دولي ستبقى داخل الكيان الصربي. وأدت حكومة صرب البوسنة الجديدة المكونة من 20 وزيراً جميعهم من الصرب برئاسة ميلوراد دوديك اليمين الدستورية أمس السبت أمام البرلمان 83 نائباً في مدينة بانيالوكا على رغم معارضة 39 نائباً متشدداً من أعضائه. وأفاد تلفزيون بانيالوكا أمس ان المدير العام لوكالة التنمية الأميركية درايس ايتفود أكد ان بلاده "ستمنح الجمهورية الصربية مساعدات شهرية مقدارها خمسة ملايين دولار لدعم اصلاحات الحكومة الجديدة". وأشار التلفزيون الى ان هذا التعهد جاء خلال اجتماع ايتفود مع رئيسة صرب البوسنة بيليانا بلافيتش ورئيس وزرائها ميلوراد دوديك اذ أكد "ان مواطني الجمهورية الصربية انتخبوا حكومة ملتزمة باتفاق دايتون وتسعى الى تحسين الظروف المعيشية لشعبها". وأكد المسؤول الأميركي ان بلاده ستطلب من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي تكثيف مساعداتهما الهادفة الى حل مشاكل صرب البوسنة الاقتصادية. ورفض دوديك الاقتراحات الدولية بتأجيل البت في مشكلة برتشكو لمدة خمس سنوات موضحاً ان القرار النهائي للجنة التحكيم في شأنها ينبغي أن يصدر في موعده المقرر منتصف آذار مارس المقبل "ويجب ان ينص على بقاء هذه المدينة ضمن الجمهورية الصربية". وأوضح ان حكومته تضع قضية برتشكو في المقام الأول بين مهماتها الآنية "لأنها من المصالح الحيوية للجمهورية الصربية". من جانبه أفاد المنسق المدني لعملية السلام كارلوس ويستندورب ان مجيء ميلوراد دوديك على رئاسة حكومة الجمهورية الصربية وفر مجالاً أكبر ليكون قرار لجنة التحكم حول برتشكو في صالح الصرب "نظراً الى تعاون الحكومة الجديدة الجيد مع المجتمع الدولي والتزامها الكامل تنفيذ بنود اتفاق دايتون للسلام، بما في ذلك تلك المتعلقة بمدينة برتشكو". ويذكر ان برتشكو كانت ذات غالبية من السكان المسلمين قبل الحرب لكن الصرب نفذوا فيها تطهيراً عرقياً واسعاً وبسبب النزاع الشديد عليها بين المسلمين والصرب وضعها اتفاق دايتون موقتاً داخل الكيان الصربي ريثما يتم حسم وضعها المستقبلي النهائي من قبل لجنة تحكيم دولية. وتقع برتشكو شمال شرقي البوسنة وهي مهمة للصرب لأنها تربط أراضيهم في شمال غرب البوسنة مع مناطقهم الشرقية بينما يشكل موقعها المنفذ الوحيد للمسلمين على نهر سافا.