أمس كان الحوار الدائر بين الخال مدلج وجيرانه حول اللهجة العربية التي يجب الاكتفاء بها في ظل حرب اللهجات الطاحنة التي تجري رحاها في الفضائيات العربية. وكان رأي جاره حسن المصري: ان نستخدم اللهجة المصرية لأنها لهجة معروفة على مستوى العالم العربي. فقال له الخال مدلج: اذا تحمس الانسان لا يستطيع ان يختار بأي اللهجات يتكلم. انا اذا اغضبني شخص اقول له "اخذو عقلك"، وانت يا حسن تقول "يخرب عقلك"، وهناك فرق. فرد حسن قائلاً: ياعم مدلج، صلي على النبي، عقلك حين يخرب يمكن إصلاحه، اما اذا اخذ فخلاص يبقى عليه العوض". هنا تدخل الجار اللبناني ابو سمير قائلاً: لا هذه ولا تلك. نعتمد اللهجة اللبنانية، وهي لهجة مفهومة مثل المصرية، واكثر من السعودية. ودليل نجاحها انها اصبحت موضة القنوات الفضائية، وسبب هذا الاقبال في رأيي ان العرب حرموا من سماع الصوت اللبناني طيلة سنوات الحرب. فقال له حسن المصري: هذا كلام غير دقيق، اللهجة المصرية هي اللهجة العربية الوحيدة المفهومة في الاقطار العربية بالمستوى ذاته المفهومة فيه في "خان الخليلي". فقال الخال مدلج: اذا كانت اللهجة المصرية مفهومة يا حسن من كل العرب فهذا يكفيها، واذا كان العرب حرموا من اللهجة اللبنانية طيلة سنوات الحرب، فهم لم يتذوقوا بعد اللهجة السعودية، ولو تذوقوها لأعجبوا بها والدليل انتشار الاغاني السعودية، مع ان كلمات الاغنية السعودية الحديثة من صياغة الشعراء الشعبيين. لهذا أرى ان نعتمد اللهجة السعودية في القنوات الفضائية لأنها ستعطيها طعماً جديداًً. رد الجار السوداني الاستاذ زين العابدين قائلاً: "لماذا لا نستخدم اللغة العربية، فالعالم العربي فيه لهجات بعدد اقاليمه، فاذا كان كل قطر سيسعى الى فرض لهجاته على وسائل الاعلام معنى هذا اننا نسعى في شكل حثيث الى تأصيل اختلافنا". لكن اقتراح "الزول" السوداني قوبل بالرفض، وتعالت الاصوات وافلت زمام الحوار وأصبح كل انسان يتحدث بلهجته غير المفهومة للآخر فتحول النقاش الى حوار طرشان، ولم يقطع هذا اللغط الا نوبة الضحك الهستيري التي اصابت جاري ابوسليمان. وحين سألناه عن سبب ضحكه قال: اذا اصر العرب على استخدام اللهجات في وسائل الاعلام سيحدث لهم ماحدث بين الطالبة السعودية ومدرّستها المصرية التي سألت الطالبة عن ثمن الساعة التي في معصمها فقالت لها "اخرصي" يا استاذه. ومعنى "اخرصي" باللهجة السعودية خمّني فردت عليها المدرسة بغضب: "قومي هزي طولك"، فبدأت الطالبة ترقص لاعتقادها ان المدرّسة تريدها ان ترقص، رغم ان المدرسة تريدها ان تقف كي تعاتبها على كلمة "اخرصي"!!