جددت صحيفة جزائرية الجدل الدائر في البلاد حول صعوبة اللهجة المحلية التي تقف حائلا دون تواصل الجزائريين مع العرب، وقارنت وضعها باللهجة المصرية التي تتمتع بانتشار واسع في العالم العربي بدرجة يمكن وصفها ب"اللهجة العالمية"، وفقا للصحيفة. ونقل موقع ام بي سي عن صحيفة "الشروق" الجزائرية 28 يوليو 2011، قولها إن اللهجة الجزائرية تبدو غريبة وهجينة أكثر عند السفر خارج البلاد، على غرار ما يحدث مع الحجاج والمعتمرين، خاصة كبار السن الذين لا يتقنون الفصحى، حيث يجدون صعوبة في التواصل مع الحجاج من الدول العربية الأخرى، أو مع الباعة في الأسواق والمتاجر، بحسب. ولفتت الصحيفة إلى أن المذيعين في القنوات الفضائية لا يجدون سوى إرخاء السمع للمتصلين الجزائريين بطريقة توحي أن المذيع يحاول فك "طلاسم" الكلام في ذهنه، قبل أن يعتذر المذيع للمتصل الجزائري بأنه لم يفهم لهجته! ويحاول أن ينهي الكلام معه بطريقة مهذبة احتراما لمشاعره، غير أن بعض المذيعين لا يتوانون عن التهكم بالمتصلين الجزائريين بطريقة مكشوفة تستفز المشاعر. وهو ما حدث في إحدى البرامج المصرية، حيث وجدت المذيعة في اتصال إحدى الجزائريات فرصة للتهكم على لهجة الجزائريين بصحبة? ?المطرب? ?هاني? ?شاكر? ?الذي? ?شاركها "مهمة" الإساءة للجزائريين، وهو الأمر الذى يسبب حرجا للمشاهدين الجزائريين الذين يسارعون إلى تغيير القناة لتجنب مزيد من الحرج و"تصبب العرق"، بحسب الصحيفة. وأضافت الصحيفة أنه كثيرا ما يستاء الجزائريون، لكون جميع اللهجات العربية تقريبا مفهومة ومستعملة في وسائل الإعلام المرئية، وتعرف تجاوبا كبيرا من طرف المشاهد العربي في مختلف الأقطار، بينما تظل اللهجة الجزائرية "كاليتيمة" التي لا يتلفت إليها أحد، ولا يرغب فيها أحد. ولأن بعض الجزائريين شعروا بعقدة النقص تجاه لهجتهم، وفقا لتعبير الصحيفة الجزائرية، فاستبدلوها باللهجة المصرية أو اللبنانية للمشاركة في بعض البرامج التلفزيونية. غير أنه وقع لهم ما وقع للغراب الذي نسي مشيته عندما أراد أن يقلّد مشية الحمامة، وكان حريا بهؤلاء الجزائريين -من باب الحفاظ على الهوية? ?الجزائرية?-? أن? ?يتحدثوا? ?بالفصحى،? ?طالما? ?أن? ?اللهجة? ?الجزائرية? ?غير? ?مفهومة? ?على? ?مستوى? ?الأقطار? ?العربية?.? وينحي بعض الجزائريين باللائمة على وسائل الإعلام الجزائرية، التي عجزت عن إيصال اللهجة الجزائرية إلى العالم العربي بأسره، على غرار اللبنانية والسورية والخليجية والمصرية. ورأت الصحيفة أن اللهجة المصرية تكاد تتحول إلى لهجة "عالمية" لما لاقته من انتشار واسع واجتهاد كبير من أبنائها لجعلها لغة يتكلم بها العرب، ومن بين مجهوداتها في هذا الإطار دبلجة الرسوم المتحركة وإعداد برامج دينية وسياسية وثقافية باللهجة المصرية. وتساءلت الصحيفة في ختام تقريرها: أين هي مجهوداتنا لإنقاذ لهجتنا الجزائرية القريبة من الفصحى من الانقراض أو من تهكم المتهكمين؟!