رفضت السلطة الفلسطينية والادارة الاميركية شروط الحكومة الاسرائيلية الجديدة لمواصلة تنفيذ اتفاق واي ريفر، واعتبرها الفلسطينيون محاولة للتنصل من الاتفاق الموقع. وقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان هذه الشروط تشكل "خرقاً جديداً للاتفاق". ووصف عرفات قرار اسرائيل بتجميد الانسحاب من الأراضي الفلسطينية بأنه "محاولة للتنصل من الاتفاقات الموقعة". وبعث كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات برسالة الى سكرتير الحكومة الاسرائيلية داني نافيه اكد فيها رفض السلطات الفلسطينية للشروط الاسرائيلية، موضحاً ان الجانب الفلسطيني "متمسك بالمطالبة بالإفراج عن الأسرى السياسيين وفقاً لما ورد في البند السابع من الاتفاق الانتقالي الموقع بين الجانبين". واشار عريقات في رسالته الى ان السلطة الفلسطينية تلتزم الامتناع عن القيام باجراءات احادية الجانب حتى الرابع من شهر ايار مايو المقبل. ورأى الفلسطينيون في قرار اسرائيل تجميد التنفيذ والذي اتخذ قبل أيام من موعد زيارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى المنطقة محاولة لاحراج الأخير، خصوصاً بعد رفضه طلباً اسرائيلياً بعدم الهبوط بطائرته الرئاسية في مطار غزة الدولي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن أول من امس بعد القرار الاسرائيلي: "نحن لا نعتقد بأن من المناسب، اضافة شروط جديدة الى هذا الاتفاق". واستدرك قائلاً: "ان اتفاق واي ريفر سيتضمن التزامات على الجانبين تنفيذها. ونحن نعتقد انه يجب تنفيذ الاتفاق وفق ما تم توقيعه". ودان الهجوم على الجندي الاسرائيلي عند مدخل البيرة. وكان المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر أصدر بياناً مساء أول من أمس الاربعاء حدد فيه ثلاثة شروط جديدة لمواصلة تنفيذ الاتفاق هي تخلي السلطة عن المطالبة باطلاق المعتقلين السياسيين واعلان الدولة والتحريض على العنف. وصدر البيان بعد وقت قصير من مشاهدة الوزراء الاسرائيليين شريط فيديو للمواجهات العنيفة التي شهدها مدخل مدينة البيرة الشمالي أول من أمس الاربعاء حيث جرد شبان فلسطينيون جندياً اسرائيلياً من سلاحه وضربوه قبل ان يطلقوا سراحه ويحرقوا السيارة التي كانت تقله ومستوطن يهودي. ونقل عن نتانياهو قوله: "هذا أمر فظيع، الفلسطينيون خرقوا الاتفاق لا يمكن مواصلة الأمر على هذا النحو". وقرر المجلس الوزاري بالإجماع تجميد المرحلة الثانية من الانسحاب الاسرائيلي في اطار اتفاق واي ريفر. واضافة الى رد الفعل الرسمي الاسرائيل على الحدث الذي وصفته وسائل الاعلام بأنه "مهين ومشين" لصورة الجيش الاسرائيلي، طالب المستوطنون اليهود بفرض طوق عسكري على مدينتي رام الله والبيرة وعدم السماح للفلسطينيين بالتنقل خارج المدينتين. وهدد مجلس المستوطنات باغلاق الطرق والمحاور الرئيسية في الضفة الغربية بأنفسهم خلال زيارة الرئيس الاميركي الى المنطقة، ان لم يعمد الجيش الاسرائيلي الى فعل ذلك. وتذرع المستوطنون الاسرائيليون في ذلك بحادثة ضرب الجندي الاسرائيلي ومستوطن عند مدخل البيرة. ويرى محللون سياسيون في القدس ان المستوطنين يلقون تشجيعاً في موقفهم هذا من الاحزاب اليمينية المتشددة المشاركة في الائتلاف اليميني الحاكم والتي قررت التراجع عن تبكير موعد الانتخابات وفق ما أعلنه حزب "مفدال" الوطني الديني وهو ما يعكس رضا هذا الحزب عن نتانياهو الذي يبدو انه قرر التواني عن تطبيق اتفاقية واي ريفر. وأثارت اسرائيل أول من أمس مسألة هبوط طائرة الرئيس كلينتون في مطار غزة الدولي طالبة من الرئيس الاميركي اعادة النظر في خطته للسفر مباشرة الى مطار غزة بطائرته الرئاسية حتى لا تؤدي هذه الخطوة الى زيادة تطلعات الفلسطينيين نحو الدولة المستقلة. وكان قد جرى البحث في واشنطن في هبوط طائرة الرئاسة الاميركية وطائرتان مرافقتان في مطار غزة الدولي. وأعلن الفلسطينيون ان مدرج المطار وسع خصيصاً من أجل استقبال طائرات كبيرة. وعلم في واشنطن ان الادارة الاميركية لم تتخذ بعد قراراً في شأن ترتيبات وصول كلينتون.