لندن - "الحياة" - عقدت محكمة اولد بايلي في لندن اول من امس جلسة سرية حرصاً على "حماية" شاهد قدّمه الإدعاء في محاكمة ثلاثة جزائريين متهمين بنشاطات ارهابية. ويُتوقع ان يدلي الشاهد الذي لم يُكشف اسمه، بمعلومات أولية أمام القاضي هنري باونل الذي عليه ان يُقرر هل يجب ان تُقدم أمام هيئة المحلّفين التي اُعطيت إجازة حتى موعد لاحق. لكن يُتوقع ان تعود الهيئة الى الالتئام غداً الجمعة. وتنظر المحكمة اللندنية في اتهامات الادعاء العام على ثلاثة جزائريين، سفيان كبيلين وفريد بوكميش وسفيان سويدي، بانهم هرّبوا مواد كيماوية الى "الجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر. ومثل الثلاثة أمام المحكمة في جلستها الثلثاء. وشهدت هذه القضية أخيراً بعض التأخير بسبب مرض إمرأة عضو في هيئة المحلفين. وقرر القاضي اول من امس اعفاءها من مهمتها. وستتواصل المحاكمة بحضور اعضاء الهيئة الباقين عددهم 11 شخصاً، علماً ان القاضي قال في جلسة اول من امس ان آخر التقديرات يشير الى ان المحاكمة ستنتهي بحلول منتصف كانون الثاني يناير المقبل. وينفي المتهمون الثلاثة انه كان في حوزتهم أشياء تُستخدم في أغراض ارهابية مُشتبهة. واعتُقل كبيلين في مطلع الثلاثينات وبوكميش في اواخر العشرينات في منزل في بكهام جنوبلندن في عملية للشرطة والاستخبارات في 17 أيار مايو 1997. أما سويدي فكان يعيش في برموندسي جنوبلندن، ولم تتمكن الشرطة من اعتقاله سوى بعد شهرين من العملية. ويقول ممثل الادعاء، نايجل سويني، ان الثلاثة، وهم مهاجرون غير شرعيين، استخدموا علب طعام للأطفال لتهريب مواد كيماوية خطيرة ومتفجرات وادبيات لتعليم صنع القنابل من بريطانيا الى الجزائر لمصلحة ارهابيين. ويؤكد انهم اشتروا هذه المواد ببطاقات ائتمان مزورة، وانهم ارسلوا "ما لا يقل عن ست" شحنات من هذه المواد الى الجزائر. ويوضح ان بين المواد المُهرّبة أجهزة رقابة نقالة، وأجهزة اتصال، ومواد كيماوية تُستخدم لصنع المتفجرات أو لقتل الناس بالسم، وكتباً لتعليم صنع القنابل وحرب العصابات. ويقول ان الثلاثة أعضاء في "الجماعة المسلحة". ويُزعم ان كبيلين أقر خلال التحقيق بانه عضو في "الجماعة" وان المواد التي كانت تُرسل اليها كانت ستُستخدم في "عنف سياسي". ويزعم الادعاء أيضاً ان بوكميش أقر أيضاً بأنه عضو "غير رسمي" في "الجماعة"، وان سويدي يُصر على نفي اي علاقة له بهذه المؤامرة "على رغم الكمية الهائلة من الادلة التي تدينه". وكانت أجهزة الاستخبارات بدأت مراقبتهم في كانون الأول ديسمبر 1996. وصوّر عملاء بريطانيون الثلاثة وراقبوا تحركاتهم طوال 66 يوماً، قبل ان يُبلغوا الشرطة بمعلوماتهم. وتولت اسكوتلنديارد بعد ذلك القبض عليهم.