حذرت حكومة بلغراد الوسطاء والمراقبين الدوليين امس الاربعاء من اجراء اتصالات مع جيش تحرير كوسوفو، فيما اتهم رئيس منظمة الامن والتعاون الاوروبية الغرب بأنه تجاهل تحذيراته قبل حدوث حملة القمع الصربية في كوسوفو. في غضون ذلك، اكدت منظمات الاغاثة العاملة في كوسوفو ان غالبية النازحين يترددون في العودة الى ديارهم بسبب المخاوف من تصاعد القتال بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان. وجاء في تقرير نشرته منظمة "الام تيريزا" الالبانية ان 75 ألف لاجئ عادوا الى منازلهم في حين لا يزال 175 آخرين يرفضون العودة "بسبب وجود القوات الصربية في مناطقهم وبطء انتشار المراقبين الدوليين فيها". ووصفت المنظمة الوضع الانساني للذين عادوا بأنه مأسوي "لأن بيوتهم مدمّرة ولم يجدوا شيئاً مما تركوه فيها من حاجيات منزلية. وهم تحت رحمة الشتاء القارس في حين ان ما يصلهم من مساعدات، لا يتعدى كميات قليلة من الدقيق ما جعلهم على حافة الجوع". من جهة اخرى، بعث وزير الخارجية اليوغوسلافية جيفادين يوفانوفيش مذكرة الى وزير خارجية بولندا برونو سلاف غيريميك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الامن والتعاون الاوروبية عبّر فيها عن ادانة حكومة بلغراد الشديدة "للاتصالات التي اجرها ممثلو العديد من الدول والمنظمات مع الارهابيين والقتلة ورجال العصابات وغيرهم من المجرمين الذين يطلقون على انفسهم تسمية جيش تحرير كوسوفو". واعتبر يوفانوفيتش هذه الاتصالات بأنها "جزء من سياسة المعايير المزدوجة التي تهدف الى تقديم الدعم للارهاب والتوجه نحو اعطاء الشرعية للمجموعات التي تمارسها، ما يتناقض مع المبادئ والاعراف القائمة في العلاقات الدولية ويشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الامن التي دانت ارهاب الانفصاليين الألبان". وابدى الوزير اليوغوسلافي استغرابه ان يكون القائمون بالاتصالات من ممثلي الدول التي "تعرف اكثر من غيرها السلوك الاجرامي لجيش التحرير وعلاقاته المباشرة بالارهاب الدولي والتعصّب الاسلامي وتشكيلات الجريمة المنظمة". ومن جانبه افاد وزير الخارجية البولندي غيريميك في تصريح صحافي انه "ليس متفائلاً بموقف الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش من تنفيذ اتفاق السلام في اقليم كوسوفو". وكشف غيريميك النقاب عن انه كان حذر الدول الغربية قبل استفحال موجة العنف في كوسوفو "لكنها تجاهلت ذلك ولم تتخذ الاجراءات الضرورية لمعالجة الموضوع".
