بغداد - أ ف ب، رويترز - صعّد العراق لهجته أمس، مشدداً على "التحضير للمعركة" قبل إعلانه "التصدي" ل "تشكيلات معادية" من الطائرات الحربية، مؤكداً أنها اطلقت صواريخ على موقع عراقي وتسببت "استشهاد أربعة من المقاتلين وجرح سبعة آخرين". ونقلت "وكالة الأنباء العراقية" عن ناطق عسكري عراقي قوله: "قامت تشكيلات معادية في الساعة 25،12 صباحاً 25،07 بتوقيت غرينيتش باختراق أجواء العراق آتية من الأجواء التركية، واقتربت من دفاعاتنا الجوية التي تصدت لها بكل بسالة وإقتدار وأجبرتها على الفرار عائدة إلى قواعد الشر والعدوان في تركيا" حيث ترابط طائرات أميركية وبريطانية. وأضاف الناطق ان "المجرمين القتلة عاودوا في الساعة الواحدة وسبع وثلاثين دقيقة بعد الظهر 37،10 بتوقيت غرينيتش اختراق أجواء العراق، وتقربت مجموعة أخرى من الطائرات المعادية من مواقع أسلحة دفاعنا الجوي ومن المنطقة ذاتها وأطلقت صواريخها الاجرامية باتجاه أحد مواقعنا في المنطقة". وأعلن ان "هذه الأعمال العدوانية الغادرة أدت إلى استشهاد أربعة من المقاتلين البواسل وجرح سبعة آخرين". وترابط في قاعدة انجيرليك التركية طائرات حربية أميركية وبريطانية تشارك في مراقبة الحظر الجوي فوق شمال العراق. وكانت بغداد تعهدت التصدي لطائرات التحالف الغربي، معلنة أنها لا تعترف بمنطقتي الحظر الجوي فوق شمال العراق وجنوبه. "نشاطات تخريبية" وصدرت الصحف العراقية صباحاً بلهجة تحدٍ وتوعدت "كل عدو يطأ أرض العراق" بالموت. وكتبت صحيفة "بغداد تايمز" الصادرة بالانكليزية في تعليق بعنوان "العراقيون يظهرون مستوى عالياً من التحضير للمعركة" أنهم "مصممون على الدفاع عن بلدهم" ويكنون شعور الكراهية ازاء الولاياتالمتحدة وبريطانيا. واضافت ان "الشعور الغالب في هذه اللحظة لدى الشعب العراقي هو ان من يطأ أرض العراق سيكون مصيره الموت"، مضيفة ان العسكريين والمدنيين "أكدوا تلاحمهم على الجبهة الداخلية وحافظوا على النظام". وشددت على ان الانتشار الكثيف لقوى الأمن والمدنيين المسلحين أثناء الغارات الاميركية - البريطانية كان هدفه الحؤول دون "نشاطات تخريبية محتملة من جانب الاعداء والمتسللين". وكان عسكريون وأعضاء من حزب "البعث" الحاكم انتشروا في شوارع بغداد وفي المدن الأخرى الرئيسية أثناء الغارات، كما انتشر مسلحون من العشائر في مدن كالبصرة في الجنوب. في غضون ذلك، نفى وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح أن تكون لدى بغداد نية خفض برنامج "النفط للغذاء" أو لإبعاد موظفي الاغاثة التابعين للأمم المتحدة. وذكر أن هؤلاء بدأوا أمس عملهم للمرة الأولى منذ عودتهم إلى بغداد بعد اجلائهم إلى العاصمة الأردنية بسبب الغارات الأميركية - البريطانية هذا الشهر. وكرر أن العراق يطالب برفع الحظر النفطي ورفع العقوبات في شكل كامل، لافتاً إلى ان المرحلة الخامسة من برنامج "النفط للغذاء" بدأت الشهر الماضي و"ستتواصل لمدة ستة أشهر". وشدد على القول: "أمامنا خمسة أشهر أخرى من المرحلة الخامسة". وقال جون ميلز الناطق باسم البرنامج، إنه لم يسمع بأي تهديدات عراقية بخفضه. وذكر أن المئات من موظفي الاغاثة لم يواجهوا أي مشكلة في دخول العراق أو الخروج منه، وأن تصدير النفط مستمر في شكل طبيعي. تدمير مخزن الرز من جهة أخرى، قال وزير التجارة العراقي إن بغداد ستطالب بأكثر من مليوني دولار كتعويض بعد تدمير مخزن كان يحتوي 2600 طن من الرز أثناء عملية "ثعلب الصحراء" الأميركية - البريطانية. وكان المخزن الواقع في تكريت، مسقط رأس الرئيس صدام حسين، اصيب بصاروخ في 17 كانون الاول ديسمبر الجاري اثناء الغارات. وأوضح الوزير ان "قيمة الرز مليون دولار وقيمة المخزن أكثر من مليون". وأضاف ان موظفين في البرنامج الإنساني زاروا أمس تكريت للاطلاع على الاضرار. ونظمت زيارة لمراسلي الصحافة الأجنبية الاسبوع الماضي الى تكريت للاطلاع على الخسائر التي لحقت بالمخزن. وأشار سكان المنطقة الى ان قصفاً شديداً استهدفها، علماً أن وحدات للحرس الجمهوري تتمركز في هذه المنطقة.