يتنافس في الانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم الخميس في الجزائر ستة مرشحين، أوفرهم حظاً الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة الذي يترشح للمرة الرابعة. عبد العزيز بوتفليقة (77 عاما) يترشح لولاية رابعة بعد انتخابه في 1999 و2004 و2009. بنى حملاته الانتخابية الماضية والحالية على استعادة السلم بفرض قانون المصالحة الوطنية التي وضعت حدا لحرب اهلية اسفرت عن 200 الف قتيل على الاقل. حطم بوتفليقة الرقم القياسي في رئاسة البلاد ل 15 سنة، مقارنة مع الرئيس هواري بومدين الذي امضى 13 سنة في الرئاسة (1965-1978). التحق بجيش التحرير الوطني في 1956 لمحاربة الاستعمار الفرنسي، وبعد الاستقلال في 1962 تقلد حقيبة وزارة الشباب لفترة وجيزة خلال حكم الرئيس احمد بن بلة. ولم يحل صغر سنه (26 عاما) دون تعيينه وزيراً للخارجية خلفا لمحمد خميستي الذي اغتيل امام المجلس الوطني (البرلمان) في 11 نيسان (ابريل) 1963، وبقي في هذا المنصب 16 عاما. وصل بوتفليقة الى الحكم بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في 1999 بنسبة 90,24 في المائة من الاصوات، ثم اعيد انتخابه في 2004 و2009 بفضل تعديل دستوري الغى تحديد عدد الولايات الرئاسية بإثنتين. واجه خلال حكمه ازمات سياسية عدة خرج منها بسلام بفضل توافر اموال النفط وحنكته الديبلوماسية. ففي 2001 ثارت منطقة القبائل المعروفة بمناهضتها للسلطة وبعد عشر سنوات اندلعت احتجاجات ضد غلاء المعيشة، تبعتها مطالب بتغيير النظام. وقرر تعديل الدستور في 2002 لتلبية مطلب اعتبار الامازيغية لغة وطنية، وهو احد مطالب منطقة القبائل، ولامتصاص غضب الشارع في 2011 اعلن الغاء حالة الطوارئ بعد 19 سنة من فرضها، كما اعلن اصلاحات سياسية تفاديا لتداعيات الربيع العربي، من خلال سن قوانين انتقدتها المعارضة بقوة واعتبرت انها تكريس لاستفراد الرئيس بالسلطة. ولفت بوتفليقة المولود في الثاني من آذار (مارس) 1937 انظار المجتمع الدولي منذ توليه وزارة الخارجية، قبل ان يتعرض للتهميش والاتهام بالفساد بعد وفاة بومدين في كانون الاول (ديسمبر) 1978، بعد ان كان مرشحا لخلافته. فقرر الابتعاد عن الحياة السياسية في 1981 والاقامة في دبي وسويسرا. وبعد 15 عاما في الحكم، تعالت اخيراً الاصوات المنددة بتمسكه بالحكم على رغم مرضه الذي يمنعه من مخاطبة شعبه وعقد اجتماعات مجلس الوزراء. علي بن فليس (69 عاما) عاد اسم علي بن فليس للظهور مجددا لمناسبة ترشحه للانتخابات الرئاسية بعد 10 سنوات من الاختفاء عقب فشله في انتخابات الرئاسة في 8 نيسان (ابريل) 2004. اصيب بن فليس باحباط كبير بعد اعلان نتائج انتخابات 2004، ليس لأن الرئيس بوتفليقة فاز بها فقط وانما للنتيجة التي حصل عليها والتي لم تتجاوز 6,4 في المائة مقابل 85 في المائة لبوتفليقة. وقضى بن فليس حياته المهنية كرجل قانون، فبعد انهاء دراسة الحقوق عمل ما بين 1967 و1974 في النيابة ثم المحاماة، وكان اول وزير للعدل بعد احداث تشرين الاول (اكتوبر) 1988 والتي أدت الى التعددية الحزبية والاعلامية. واستمر في المنصب في حكومة "الاصلاحات" التي شكلها مولود حمروش وكذلك في حكومة سيد احمد غزالي، قبل ان يستقيل بسبب معارضته لمراكز الاعتقال التي أنشأتها السلطة لأنصار "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المحظورة بعد توقيف المسار الانتخابي في 1992. وكان بن فليس اسس في 1986 "الرابطة الجزائرية لحقوق الانسان". وفي 1997 عاد بن فليس الى الواجهة بانتخابه نائبا في البرلمان ثم اختاره بوتفليقة مديرا لحملته الانتخابية في 1999، وبعدها مديرا لديوانه واخيرا رئيسا للحكومة. واصبح بن فليس بفضل دعم الرئيس امينا عاما لحزب "جبهة التحرير". وكان يمكن لحكومة بن فليس ان تستمر لولا انه عبر صراحة عن طموحه في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ضد بوتفليقة، فأقاله الرئيس وعزل كل انصاره من جميع المسؤوليات. لويزة حنون (60 عاما) الامينة العامة ل "حزب العمال". تترشح للمرة الثالثة لانتخابات الرئاسة بعد ان كانت في 2004 اول امرأة تترشح لمنصب الرئاسة في المنطقة العربية. انتخبت حنون نائبا في المجلس الشعبي الوطني اربع مرات، وهي من ابرز المناضلات من اجل المساواة بين الجنسين. فهي مؤسسة "الجمعية من أجل المساواة أمام القانون" بين النساء والرجال في سنة 1989. وتنحدر من عائلة فلاحين من بلدية الشقفة بولاية جيجل (شرق البلاد) وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الحقوق. التحقت حنون التي عرفت بنضالها النقابي ب "المنظمة الاشتراكية للعمال" (سرية) ليتم توقيفها في 1983 ثم مرة أخرى في 1988. وفي 1989 و بعد الاعتراف بالتعددية الحزبية في البلاد، انتخبتها قيادة المنظمة ناطقة رسمية، وهي المهمة التي أقرها المؤتمر التأسيسي لحزب العمال في ايار (مايو) 1990. وقد شغلت هذا المنصب حتى انعقاد المؤتمر الخامس في 2003 لتنتخب بعده أمينة عامة للحزب. موسى تواتي (61 عاما) مؤسس ورئيس حزب "الجبهة الوطنية الجزائرية" يترشح هو ايضاً للمرة الثالثة لاعلى منصب في الدولة، بعد 2004 و2009. ولد تواتي في المدية (وسط)، وهو عسكري سابق حاصل على شهادة في الاقتصاد وعمل في وظائف مختلفة بداية من الجمارك ووزارة السكن والشركة الوطنية للابحاث المنجمية. وتواتي عضو مؤسس في "تنسيقية أبناء الشهداء" (ضحايا حرب التحرير بين 1954 و1962). علي فوزي رباعين (59 عاما) رئيس حزب "عهد 54" يعود للترشح للمرة الثالثة. مولود في العاصمة الجزائرية، وكان عضوا مؤسسا للرابطة الجزائرية الاولى لحقوق الإنسان في 1985. ومنذ 1991 أصبح عضوا مؤسسا وأمينا عاما لحزب "عهد 54" (نسبة لحرب التحرير التي اندلعت في 1954) ليعاد انتخابه في المنصب ذاته في 1998 ثم رئيسا للحزب عقب مؤتمره الاستثنائي الذي نظم في 2002، وهو المنصب الذي استمر فيه إلى اليوم. عبد العزيز بلعيد (50 عاما) اصغر المرشحين الستة ورئيس "جبهة المستقبل". حاصل على دكتوراه في الطب اضافة الى شهادة المحاماة. بدأ بلعيد مساره السياسي في حزب "جبهة التحرير الوطني" قبل 23 سنة حين انتخب عضوا في لجنته المركزية. وعرف اكثر برئاسته للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين بين 1986 و2007 كما كان رئيسا للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية. انتخب نائبا لفترتين في 1997 و 2002. وفي 2011 استقال من حزب جبهة التحرير الوطني ليؤسس في 2012 حزب "جبهة المستقبل". وبعد مرور سنة على تأسيسه، حصل الحزب على ثلاثة مقاعد في البرلمان، اثنان في المجلس الشعبي الوطني وواحد في مجلس الامة.