المغرب الذي شهد ولادة منظمة التجارة الدولية قبل اربعة اعوام، بات الآن يتطلع الى رئاسة اكبر مجموعة تجارية في التاريخ مدفوعاً بدعم من الدول العربية والافريقية وعدد من الدول الاوروبية الاعضاء في المنظمة. فقد رشح المغرب وزير تجارته السابق وممثله حالياً في مقر المنظمة في جنيف، السيد حسن أبويوب لمنصب المدير العام للمنظمة خلفاً لمديرها الحالي الايطالي الجنسية ريناتو روجييرو الذي اوشكت فترة رئاسته للمنظمة على الانتهاء. وينافس أبويوب على هذا المنصب المهم ثلاثة مرشحون عن كندا ونيوزيلاندا وتايلاند. لكن المرشح المغربي اعرب عن تفاؤله بالفوز بالمنصب الذي يعد من اهم المناصب الدولية لأهمية هذه المنظمة في النظام الاقتصادي الدولي الجديد. وفي مقابلة مع "الحياة" خلال زيارته الى لندن اول من امس، قال أبويوب "اني احظى بمساندة الدول العربية والافريقية وعدد من الدول الاوروبية، خصوصاً ايطاليا واسبانيا والبرتغال وايرلندا ولوكسبمورغ وغيرها من الاعضاء في المنظمة". واضاف "بات من المؤكد ان الاتحاد الاوروبي يريد مرشحاً من الجنوب المغرب او تايلاند لهذا المنصب ولكني متفائل باختياري وعلى اي حال فان الامر كله يتوقف على اتفاق اوروبي - اميركي في شأن هذا الموضوع وهو الاتفاق الذي سيسرّع عملية الاختيار". ولد أبويوب في مدينة برشيد في المغرب عام 1952 وتلقى دراساته العليا في فرنسا، حيث حاز عل درجة الماجستير في الاقتصاد، وتولى مناصب عدة في بلاده منها وزير الزراعة ثم وزير التجارة الخارجية. ويشغل الآن منصب ممثل المغرب في منظمة التجارة الدولية في جنيف. ولعب أبويوب دوراً بارزاً في المفاوضات التجارية في اطار منظمة "غات" والتي عقدت الجولة الختامية منها في مدينة مراكش في المغرب عام 1994، وادت الى التوصل الى اتفاق تاريخي بين 70 دولة أنشئت بموجبه منظمة التجارة الدولية والتي تضم حالياً 132 عضواً. ويتحدث اللغات العربية والانكليزية والفرنسية والايطالية بطلاقة وله إلمام باللغة الاسبانية، اضافة الى فوزه بأوسمة تقدير من كل من فرنسا والبرتغال وايطاليا وتونس. ويتوقع ان يتم اختيار مرشح لمنصب المدير العام لمنظمة التجارة في شباط فبراير او آذار مارس المقبلين على ابعد تقدير بعد انتهاء فترة المدير الحالي والبالغة اربعة اعوام. ويعلّق أبويوب اهمية بالغة على اي اتفاق بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بالنسبة لعملية انتقاء المدير الجديد، نظراً للنفوذ الكبير الذي تتمتع به المجموعتان في المنظمة، اذ انهما تستحوذان على آكثر من 40 في المئة من اجمالي التبادل التجاري الدولي. وفي حال فوزه بالمنصب ليكون اول مدير عام لمنظمة التجارة الدولية من الدول النامية، فانه سيركز على تطوير المنظمة وضمان تنفيذ كل الاتفاقات المبرمة بين الدول الاعضاء لتقوية المنظمة التي وصفها ب "الاطار القانوني للنظام التجاري والاقتصادي الدولي الجديد". وقال "علينا ان نعمل على تنفيذ جميع التعهدات التي اتخذت عند توقيع اتفاقية انشاء المنظمة وضمان الالتزام بالاتفاقيات الموقعة لتحسين اداء المنظمة ورفع درجة التعاون بين اعضائها وفك العزلة التجارية عن اي دولة". واضاف "على المدير العام لهذه المنظمة العملاقة ان لا يكون منحازاً لأي طرف وان يكون موضوعياً وحيادياً ويلعب دور مدير تنفيذي حقيقي من اجل تسهيل مهمة المنظمة". وشدد على ضرورة تشجيع الدول النامية على المشاركة بفعالية اكبر في مفاوضات المنظمة ومساعدتها في مجالات المعلومات والاتصال بين الاعضاء كي تكون "دول ذات عضوية حقيقية وتتمكن من الاستفادة من الامتيازات التي توفرها المنظمة". واعرب عن اسفه ان الدول النامية "كانت ولا تزال شبه غائبة عن المفاوضات التجارية العالمية لفترة طويلة باستثناء ثلاث دول هي المغرب وتونس ومصر. وحض أبويوب الدول العربية غير الاعضاء في منظمة التجارة الدولية على الانضمام اليها "للاستفادة من التسهيلات التجارية فيها ولتتمكن من الدفاع عن مصالحها الاقتصادية كمجموعة عربية وفي اطار المنظمة الدولية". وحول مسألة طلب المملكة العربية السعودية الانضمام الى المنظمة، اشار الى ان هناك مفاوضات لا تزال تجري بين الطرفين للتغلب على العقبات المتبقية بعد ان تم احراز تقدم في شأن انضمام المملكة التي تتمتع الآن بصفة مراقب في المنظمة. واضاف "ان المفاوضات اخذ وعطاء وأتوقع ان تنضم السعودية في النهاية الى منظمة التجارة الدولية لانه من مصلحتها ومصلحة اي دولة اخرى ان تصبح عضواً كاملاً في المنظمة"