قال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ان امتناعه عن تسمية الرئيس الدكتور سليم الحص رئيساً للحكومة، لم يكن يعني أنه بالضرورة سيمتنع عن منح الحكومة الثقة. ونقل مقربون عن الرئيس الحريري قوله: لقد أكدت للرئيس الحص لدى زيارته لي، في اطار جولته على رؤساء الحكومات السابقين فور تكليفه برئاسة الحكومة، بأني كنت امتنعت عن تسميته لتأليف الحكومة الجديدة، لمواقفه من الحكومات التي رأستها طوال الست سنوات، والتي حملت اعتراضاً على توجهاتنا الاقتصادية والمالية. وتابع: إلا ان امتناعي عن تسميته، وهذا ما قلته له بصراحة، لن يحول دون منحنا الحكومات الثقة، في حال أن البيان الوزاري تضمن ما ينسجم مع قناعاتنا ولا يغرق في حسابات الماضي ولا في سجالات ليس من مصلحتنا جميعاً الدخول فيها، وليترك للتاريخ الحكم على الحكومات السابقة. وأضاف: "أما واننا فوجئنا بفحوى البيان الوزاري، الذي لا بد من أن يركز على المستقبل بدءاً من التركيز على الماضي، لم يكن في مقدورنا سوى الامتناع عن منح الثقة، على رغم أننا كنا على استعداد للتعاون في سبيل خدمة بلدنا. ورداً على سؤال نقل عنه المقربون أنه سيبقى في صلب الحياة السياسية، رافضاً الدخول في متاهات تحول دون حشد القوى على نحو لا يخدم المصلحة الوطنية خصوصاً وان المنطقة تمر في ظروف دقيقة وحساسة تستدعي منا رص الصفوف لمواجهة كل الأخطار الخارجية المترتبة عليها. واعترف الحريري بأن لبنان يقف الآن أمام تجربة سياسية جديدة لا بد من توفير كل فرص النجاح لها، لافتاً الى أنه لن يسمح لنفسه الدخول في سجالات جانبية أو في متاهات الزواريب ومؤكداً استمراره في تحديد موقفه من القضايا الوطنية على المستوى الداخلي ومن الأمور ذات الأبعاد الإقليمية والدولية لما لها من ارتباط بمصالحنا القومية انطلاقاً من تحالفنا الاستراتيجي مع سورية. وأضاف: لكن هذا لا يمنعنا من مراقبة الحكومة ولفت نظرها الى الأخطاء في حال حصولها، وإنما من خلال اتصالنا بكبار المسؤولين بدلاً من اتباع أسلوب المزايدة الذي لا يحقق الأغراض المنشودة، الرامية الى تصحيح الأوضاع. وكشف النقاب عن أنه صارح الرئيس الحص حيال ما يتردد من امكان التحامل على بعض الموظفين، وقال انه سمع كلاماً منه برفض اتباع سياسة الانتقام والتشفي. وتابع: لكن يجب أن لا يفهم هذا الكلام وكأني لا أؤيد محاسبة أي موظف في حال تبين أنه ارتكب أخطاء، ان المحاسبة يجب أن تتم، ولست في وارد الدفاع عن الموظف الذي يخطىء. ولم يستبعد الرئيس الحريري امكان لجوء البعض الى شن حملات سياسية واعلامية تستهدفه، وقال ربما تستمر الحملات لشهور عدة، لكن الناس ستسأل في نهاية المطاف عما ستفعله الحكومة أو ستقوم به من أجل إيجاد حلول للمشكلات الراهنة. وشدد على أنه سيحافظ على علاقاته العربية والدولية، وقال ان لديه ثوابت يرفض التفريط بها، وفي مقدمها استمرار التحالف مع سورية الذي هو بمثابة خيار استراتيجي لن يخضع لأي تبدل وتمليه علينا مصلحتنا القومية المشتركة. وهذا ما يحدد الإطار العام لتوجهاتي السياسية، اضافة الى أني سأبقى على علاقة طيبة ووطيدة برئيس الجمهورية العماد اميل لحود. من جهة ثانية أجرى الحريري اتصالات تهنئة بحلول شهر رمضان المبارك بكل من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبدالله النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران، كذلك اتصل الحريري بالرئيس السوري حافظ الأسد مهنئاً ومتمنياً أن يعم السلام والخير أرجاء الوطن العربي. واتصل مهنئاً بولي العهد الكويتي رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله الصباح، وتلقى اتصالاً من رئيس الحكومة المصري الدكتور كمال الجنزوري