صادق مجلس الوزراء الاسرائيلي على قرار رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وقف تنفيذ اتفاق واي ريفر في حال عدم استجابة السلطة الفلسطينية لسلسلة من الشروط الجديدة. وأكد أعضاء الحكومة الاسرائيلية باستثناء وزير الأمن افيغدور كهلاني من "الطريق الثالث" تأييدهم لما أسماه نتانياهو "وثيقة المبادئ السياسية للاستمرار في تطبيق اتفاق واي ريفر" التي سيعرضها أمام الكنيست البرلمان اليوم للتصويت عليها. ومن المرجح أن تصوت غالبية النواب الاسرائيليين ضد هذه الشروط وبات من المؤكد أن يطلب نتانياهو حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات العامة. وتتضمن شروط نتانياهو الخمسة القديمة الجديدة، اعلان الرئيس ياسر عرفات تراجعه عن نية اعلان الدولة وعاصمتها القدس، ووقف العنف والتحريض عليه، واعتقال "المخربين القتلة واقامة تعاون كامل مع اسرائيل لمكافحة الارهاب"، وامتناع السلطة الفلسطينية عن المطالبة باطلاق الأسرى السياسيين الفلسطينيين الذين قتلوا اسرائيليين وجمع الأسلحة غير المرخصة وتقليص حجم الشرطة الفلسطينية. ولا يوجد خلاف في اسرائيل على قرار تقديم موعد الانتخابات الذي يتوقع أن يُمرر اليوم بغالبية 65 صوتاً من أصل 120، إلا أن السؤال الذي يقلق ساسة اسرائيل هو متى تجري هذه الانتخابات؟ وقالت مصادر صحافية اسرائيلية ان نتانياهو سيدعو الى اجراء الانتخابات العامة خلال 60 يوماً ليزيد من المصاعب أمام رئيس أركان الجيش السابق امنون شاحاك الذي يسعى الى تنظيم حزب وسط جديد، علماً أن شاحاك يحظى بتأييد متصاعد في صفوف الاسرائيليين. وقالت المصادر ذاتها ان من شأن اجراء الانتخابات في شهر شباط فبراير المقبل حرمان شاحاك من الاعداد الجيد لهذه الانتخابات خصوصاً أنه لم يخلع البزة العسكرية حتى الآن. وقال رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست مئير شطريت من جهته ان الانتخابات ستجرى في أواخر شهر نيسان ابريل عام 1999. إلا أن مصادر قريبة من حزب "العمل" المعارض أشارت الى احتمال انخراط شاحاك في صفوف الحزب والمشاركة في الانتخابات الى جانب رئيس الحزب أيهود باراك. ويرى محللون سياسيون ان فرصة نجاح باراك في الانتخابات المقبلة أكبر في حال انضمام رجل عسكري مثله الى الحزب ضد نتانياهو ضابط الاحتياط. واجتمع باراك وشاحاك في منزل ليئا رابين عقيلة رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين مساء أول من أمس في محاولة لثني شاحاك عن تشكيل حزب وسط جديد. ونقل عن ليئا قولها: "بينكما قاسم مشترك، أحبكما رابين وعليكما ان تعملا معاً للسير في طريقه". وفي الجهة المقابلة، لم يسلم نتانياهو بالهزيمة إذ أكد بعض المقربين منه أنه يعول كثيراً على موقف اليمين واليمين المتطرف الاسرائيلي في كسب الانتخابات المقبلة، معتبراً دعوته لتقديم موعد الانتخابات ووقف تطبيق اتفاق واي ريفر وما يعنيه من انسحاب من مزيد من الأراضي كاف لكسب أصوات اليمين. وقالت مصادر سياسية اسرائيلية: "يرى نتانياهو انه أوفى بالتزاماته أمام منتخبيه ولم ينسحب من أراض فلسطينية مهمة استراتيجياً للدولة العبرية. وسيقول للاسرائيليين من على منبر الكنيست: حزب العمل يريد تقسيم القدس وتسليم المزيد من الأرض"