كشف معارض موريتاني بارز ل «الحياة» أن أحزاب المعارضة الموريتانية ناقشت خيارات عدة لإسقاط نظام الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز بطريقة سلمية وديموقراطية في غضون أشهر فقط. وأوضح أن المعارضة ناقشت هذا الأمر خلال اجتماعات في أحد فنادق العاصمة واستمرت حتى وقت متقدم من مساء أول من أمس. وأضاف المصدر: «من بين الخيارات التي يجرى درسها النزول إلى الشارع ودعوة جماهيرنا إلى القيام بعصيان مدني مستمر حتى سقوط الجنرال ولد عبدالعزيز». وقال أحمد ولد داداه زعيم المعارضة الموريتانية إن قوى المعارضة مصممة على مواصلة الضغط على النظام القائم حتى «تخليص موريتانيا من ورطتها الحالية». وشدد ولد داداه الرئيس الدوري لمنسقية المعارضة ورئيس حزب تكتل القوى الديموقراطية خلال اجتماعات تشاورية لقادة وأطر المعارضة، على أن المعارضة ستبقى «متيقظة وموحدة للتعامل بحزم مع الوضع السيئ الحالي للبلاد»، بحسب تعبيره. وتهدف هذه الاجتماعات، بحسب مصدر في المعارضة، إلى صوغ وثيقة تحدد عمل المعارضة خلال الفترة المقبلة لإسقاط نظام الرئيس ولد عبدالعزيز الذي أصبح هدفاً معلناً للمعارضة الموريتانية منذ أن جاء في تصريحات علنية لمسعود ولد بولخير زعيم التحالف الشعبي التقدمي ورئيس مجلس النواب الشهر الماضي. واعتبر أحمد ولد داداه «أن المرحلة التي تمر بها موريتانيا اليوم تجعلها في خطورة أكثر من أي وقت مضى»، مضيفاً أن ذلك يقتضي «رص صفوف المناضلين من أجل البلد ومن أجل تغيير الظروف التي يعيشها المواطنون». وأوضح ولد داداه أن منسقية المعارضة الديموقراطية تسعى من وراء هذه الحوارات والنقاشات إلى «بلورة قراءة موحدة لأوضاع البلاد من أجل رص صفوفها وشد أزر بعضها بعضاً للتعامل بجدية وبوحدة وإرادة أقوى مما كانت في السابق من أجل خلاص موريتانيا من الورطة التي هي فيها اليوم». في المقابل، انتقد صالح ولد دهماش الناطق باسم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في شدة الخطاب السياسي للمعارضة وقال إنه «يعكس فشلها في استمالة الشارع الموريتاني إلى جانبها». وأضاف ولد دهماش في تصريحات إلى «الحياة» أمس: «لا أجد في واقعنا الأمني والاقتصادي والاجتماعي ما يبرر هذا الخطاب المتطرف لمعارضة تدّعي أنها ديموقراطية في الوقت الذي تحرّض فيه على الانقلابات وتعلن أن هدفها إسقاط نظام منتخب في شكل ديموقراطي شفاف في أقل من سنة على انتخابه». وحمل دهماش في شدة على قادة المعارضة وقال إن خطابهم يعكس «طموحات شخصية للوصول إلى السلطة بأي ثمن»، معتبراً أن موريتانيا «تعيش في نهضة اقتصادية وأن الدافع إلى مثل هذا التصعيد قد يكون نجاحات للحكم من بينها اقتراب مؤتمر المانحين في بروكسيل ونجاح عمليات الانتساب للحزب الحاكم».