انضم "انصار حزب الله" الى حملة المنددين بالعنف الأعمى وحوادث الاغتيال التي طاولت كتاباً وناشطين سياسيين في الآونة الاخيرة. وأعرب "الانصار" عن قلقهم، وتحدثوا كالاصلاحيين هذه المرة قائلين ان ما يجري "يستهدف الحكومة"، لكنهم لمحوا الى تورّط "الليبراليين" انفسهم في عمليات الاغتيال وطالبوا الاجهزة الأمنية بأن "تبحث عن القتلة بين هؤلاء من المجموعات الغربية واللاأخلاقية". وظهر اجماع رسمي وسياسي وثقافي وشعبي عام امس على ضرورة "تهدئة الأوضاع وتفادي ما يفاقم التوتر وأجواء الرعب والخوف". وكان تشييع الشاعر القتيل محمد مختاري امس شاهداً على الرغبة الجماعية في التهدئة، اذ سار نحو ثلاثة آلاف مرددين "لا اله الا الله"، وتفادوا ترديد شعارات سياسية ومناوئة للنظام، لكنهم اكدوا حقهم وتمسكهم بجمعية مستقلة للكتاب والمؤلفين. وبعد ساعات قليلة، نظم الطلاب تجمعاً في كلية التكنولوجيا في جامعة "امير كبير" في طهران، وتحدث بعضهم بشكل لم يجدوا فيه اي حرج بتوجيه انتقادات لاذعة وبالاسم الى وزير الاستخبارات قربانعلي دري نجف آبادي وسألوه عما فعله منذ تعيينه في حكومة الرئيس سيد محمد خاتمي "لتحقيق الاصلاحات وتعزيزها". لكن لوحظ ان المتكلمين وكلهم من التيار الراديكالي الذي يعلن تأييده لخاتمي تحدثوا بصورة "حزبية ضيقة" وتعاطوا مع ملف الاغتيالات كأنه قضية تصفية حسابات مع التيار المحافظ لا باعتباره ملفاً "وطنياً" يعني الأمن العام وأمن المواطن اياً كانت هويته. واللافت ان الآية انقلبت في التجمع الطلابي، امس، اذ منع اعضاء في اللجنة التنظيمية مراسلين اجانب من الحضور وتغطية التجمع بينما أصرّ رجال الأمن في المقابل، في مشهد درامي وهزلي في آن، على ضرورة بقاء الصحافيين. الى ذلك، وفي موقف لافت، اعتبر احد الرموز البارزة في مجموعة "انصار حزب الله" السيد مسعود دهنمكي ان "هدف حوادث الاغتيال زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد". وشدد على انه "بمعزل عن هوية ضحايا العنف فالأكيد هو ان الاغتيالات تستهدف الحكومة" التي يقودها خاتمي. ولمح دهنمكي الى تورط "عملاء الغرب" في هذه الحوادث الرامية الى "تجديد مناخ الرعب الذي ساد البلاد غداة انتصار الثورة" في اشارة الى "مجاهدي خلق" الذين تبنوا حوادث عنف واغتيال. واتهم دهنمكي "الليبيراليين" بتوتير الاجواء وقال "هؤلاء خسروا في الحقيقة كل شيء بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة وهم يعملون على توتير الاجواء حتى وإن كان الثمن قتل اعضائهم". وطالب السلطات الأمنية بأن "تلاحق القتلة وتمسك بهم من بين هؤلاء". وفي واشنطن "الحياة"، دانت الإدارة الأميركية احداث القتل ضد الكتّاب والمثقفين في إيران، واعتبرت في بيان صدر عن وزارة الخارجية ان هناك "قوى داخل إيران تحاول بوضوح كبت حرية التعبير وتقويض حكم القانون، مستعملة عمليات القتل الوحشي". ودعت الإدارة القيادة الإيرانية إلى حماية أرواح المواطنين بما فيها الكتّاب وأصوات المعارضة الأخرى والمحافظة على حكم القانون.