لم يمر اليوم الاخير للمؤتمر الوطني الفلسطيني من دون مشاكل بين قادة الفصائل العشرة، على رغم دعوة الرئيس الجزائري الاسبق احمد بن بلّه الى "عدم جواز اللهاث وراء المناصب". لكن المؤتمر الذي استمر يومين حقق الهدف الاساسي الذي عقد من اجله وهو اعلان "رفض تعديل الميثاق الوطني" و"وجود صوت فلسطيني اخر غير صوت" السلطة الفلسطينية في غزة، اضافة الى اتفاق المجتمعين على تشكيل لجنة عليا للمتابعة "تبحث في القضايا الخلافية" بين المنظمات. حصلت المشكلة عندما اتهم الامين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة" السيد احمد جبريل "قيادة حركة فتح وخصوصاً عرفات باعلان ميلاد منظمة التحرير في تاريخ مشبوه هو 1 كانون الثاني يناير 1965، واصدار قيادة فتح بيانات كاذبة تضمنت مبالغة في وقت لم تكن الظروف المحيطة مناسبة لذلك"، وهو الامر الذي دفع الامين العام المساعد ل"فتح - الانتفاضة" ابو خالد العملة الى الصراخ مع اخرين من حركته بأن "الكذب عيب". وعلى رغم توسط عدد من المشاركين لدى العملة بأن "لايفجر مشكلة" طلب الحديث لتقديم مداخلة "توضح الحقيقة" ذلك ان قيادة "فتح- الانتفاضة" بقيت مع عرفات الى ماقبل حصول الانشقاق في بداية الثمانينات. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان المشكلة الاخرى هي عودة رمزي رباح عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر عن "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" بزعامة نايف حواتمة وعضو المكتب السيد فهد سليمان الى اراضي الحكم الذاتي عشية انعقاد المؤتمر. وقالت ان المشكلة الاخرى هي ان حواتمة "هدد بالانسحاب من المؤتمر اذا لم يشطب شعار : تحرير فلسطين من النهر الى البحر" الذي رفع فوق منصة المؤتمر ووافق عليه جميع الفصائل بما فيها "الشعبية" بزعامة جورج حبش وهي حليفة "الديموقراطية". واوضحت المصادر ان عاطف المصري ممثل "حركة فتح- المجلس الثوري" بزعامة صبرى البنا ابونضال طلب من رئيس "جبهة الانقاذ الوطني" السيد خالد الفاهوم رئيس المؤتمر التحدث على المنصة، لكن لم يسمح له. وزادت ان "الجميع فوجئ بوجود المصري في المؤتمر وتوزيعه مذكرة وخطاباً" الى المجتمعين. "حماس" و"الجهاد" من جهة اخرى، علمت "الحياة" ان خلافاً كبيراً بين "حركة المقاومة الاسلامية"حماس و"حركة الجهاد الاسلامي" بزعامة الدكتور رمضان عبدالله شلّح، حصل داخل لجنة صياغة البيان الختامي حول الموقف من منظمة التحرير. وقال شلّح ل"الحياة" ان "القول بأن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني كان بداية الطريق الى فصل الفلسطينيين عن امتهم العربية". وقالت المصادر ان الحركة الاسلامية "تريد اعادة بلورة مشروع وطني وليس اعادة بناء مؤسسات المنظمة، في حين يدعو آخرون كحل وسط بين الموقفين الى اعادة انتخاب مؤسسات المنظمة". وتداول المؤتمرون باهتمام "رسالة رسمية" نقلها مسعود حسين المستشار السياسي للسفارة الكندية باسم وزارة الخارجية الى الفاهوم مفادها ان مؤتمر دمشق "معادٍ للسلام". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الديبلوماسي الكندي قال :"ان اتفاق واي ريفر خطوة لاستئناف مفاوضات السلام وهو ايجابي واي خطوات ضده لن تساعد السلام". كذلك تحدثت مصادر المؤتمر عن اتصال ديبلوماسيين اميركيين بممثل منظمة التحرير في دمشق محمود الخالدي واستغرابهم حضوره المؤتمر، وقالت ان الامتعاض الاميركي من المؤتمر عبّر نفسه بإشارات عدة. وجاء في مشروع البيان الختامي ان المؤتمر يعتبر إلغاء الميثاق الوطني "إلغاء لمنظمة التحرير الفلسطينية وتدميراً لها"، والذين "أقدموا على إلغائه فاقدين للشرعية الوطنية والقانونية ولا يمثلون إلا أنفسهم". ودعا المؤتمرون إلى "بلورة استراتيجية واضحة"، مع التأكيد على "حق شعبنا في استمرار المقاومة"