تنطلق غدا أولى جلسات الحوار الوطني البالغ الأهمية لمستقبل البلاد وسط تفاؤل وطني كبير وترقب دولي وإقليمي، يجمع خلال ستة أشهر 565 مندوبا؛ يمثلون الأحزاب السياسية والمحافظات الجنوبية والحوثيين، فضلا عن ممثلين عن المجتمع المدني في سعي لوضع دستور جديد للبلاد وفتح الباب أمام تنظيم انتخابات عامة في فبراير من العام القبل، تزامنا مع انتهاء المرحلة الانتقالية التي بدأت في فبراير 2012 بموجب اتفاق انتقال السلطة. ووسط هذه الأجواء يستعد الحراك الجنوبي بمظاهرة مليونية للمطالبة بمبادرة خاصة للقضية الجنوبية. من جهته، أكد القيادي في الحراك الجنوبي ونائب وزير الخارجية السابق حيدره مسدوس أن الشعب الجنوبي يعد لمليونية مساء اليوم وغد الإثنين لمطالبة المجتمع الدولي بمبادرة جديد خاصة بالقضية الجنوبية. وقال مسدوس في تصريح خاص ل «عكاظ» «طلبنا واحد وهو مبادرة جديدة خاصة بالقضية الجنوبية تتم خارج اليمن وبإشراف دولي» مشيرا إلى أن الوحدة سقطت في حرب 94م من الناحية العملية مع أنها كانت وحدة سياسية فقط». وأوضح أن من ضمن المطالب التي سيرفعها المتظاهرون في المليونية الجنوبية بأن يكون الحوار بين الشمال والجنوب بمبدأ الند بالند أو تتخذ من قرارات الأممالمتحدة في عام 94م مرجعا لها. في هذه الأثناء، أصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، قرارا بتشكيل مؤتمر الحوار الوطني، وتسمية أعضائه المشاركين البالغ عددهم 565 مندوبا يمثلون مختلف القوى والأطراف السياسية والاجتماعية في اليمن. حيث خصص 112 مقعدا للمؤتمر الشعبي العام، الحزب الأكبر في البلاد ويحظى بأغلبية في البرلمان، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وينحدر من صفوفه أيضا الرئيس (التوافقي) الحالي هادي. ويليه التجمع اليمني للإصلاح «الإخوان المسلمين»، وسيحظى، ب50 مندوبا في مؤتمر الحوار. وخصص للحراك الجنوبي 85 مقعدا. ويمثل الحوثيون 35 مندوبا كما خصص للشباب المستقل 40 مقعدا، وستحظى النساء المستقلات ومعهن ممثلو المجتمع المدني بعدد مماثل من المقاعد. فيما سيتمثل الحزب الاشتراكي الذي كان الحزب الحاكم في اليمن الجنوبي السابق ب37 مندوبا. وسيمثل الحزب الوحدوي الناصري 30 مندوبا، كما ستتمثل خمسة أحزاب أخرى ممثلة في حكومة التوافق الوطني الحالية التي تدير المرحلة الانتقالية، ومن بينها حزب البعث، ب20 مقعدا في الحوار، واتحاد الرشاد (سلفي) بسبعة مندوبين، وحزب العدالة والبناء (ليبرالي) بسبعة مندوبين. ويحتفظ الرئيس هادي ب62 مقعدا لشخصيات من اختياره تمثل القبائل ورجال الدين والأقليات الدينية.