في العودة قليلاً الى الوراء يتذكر الجمهور صاحب أغنية "تكرم عينك" التي رفعت اسم الفنان الياس كرم الى الصفوف الاولى بين المطربين والملحنيين العرب. واستطاع المطرب الياس كرم أن يوسع دائرة انتشاره لقدرته على فهم نفسه جيداً. ورغم متاعب الطلاق التي خلخلت توازنه العملي استطاع "تحجيم تلك الفوضى بإرادة المصمم على النجاح". وكان لزوجته السابقة نصيب طيب في تلطيف الأجواء بسبب وجود ابنتهما حلا رابطاً أبدياً بينهما. وفي آخر انتاج صدر عن "صوت بيروت" صدر للياس كرم شريط جديد يحمل اسم احدى اغنياته "بتصدق". وهنا حديث حوله : حبذا لو تعرف الجمهور ب"مولودك" الجديد؟ - هو فعلاً مولودي الجديد لأنه عايشني وعايشته أكثر من ستة أشهر الى ان خرج الى النور كما هو اذ انني حاولت االتنويع فيه بشكل كبير لارضاء أكبر عدد من الجمهور لانني أحترم الجمهور مهما كان ذوقه. ربما لا أنسجم معه ولكن لا أستطيع تجاهل متطلبات السوق فالعالم اليوم بحاجة للفرح أكثر من أي وقت مضى. لذلك فان البومي الجديد يحتوي ألواناً متعددة من الأغاني كالخليجي واللبناني والسوري والعراقي الفراتي وأغنية مصرية واحدة . وتتضمن كل أغنية طقساً معيناً متدرجاً بين الموسيقى واللحن الهادئ السماعي إلى الصاخب الراقص الذي بات مطلباً جماهيرياً في كل مكان . عرفك الجمهور مؤدياً اللون الجبلي فما سبب هذا التنويع؟ - أعترف انه لمسايرة السائد بشكل يحاكي غالبية الجمهور. فالذوق يختلف بين الناس عموماً وهذه حالة صحية ولاأعتقد أنني أميل الى التشاؤم كي أتحدث عن الواقع السيء والأغنية السيئة فهذا شيء موجود في كل زمان ومكان. ومنذ عهد السيدة فيروز والعمالقة الكبار وجدت أغاني الرقص والطقطوقة وهي حاجة آنية القليل منها يدوم أو يستمر أما بالنسبة لي فأنا أفضل الطرب من العيار الثقيل بعض الشيء. وهذا ما أفعله في حفلاتي الناجحة غالباً، لكن ليس من اللباقة أن أفرض ما أحبه على جمهوري الذي جاء ليسهر ويرقص ويعيش لحظات سعيدة. ما هي توقعاتك للالبوم الجديد ؟ - اخبرتني الجهة التي أنتجت ووزعت الشريط بأنها سعيدة لنسبة المبيعات التي فاقت التوقعات في الأشهر الأولى سيما في لبنان وسورية وفي المغتربات حيث تتواجد الجاليات العربية. لحنت جميع الاغاني؟ - أحرص كثيراً على هذه النواحي و ألحن قطعة من الأغنية وأتركها فترة و أعود لها ثم ألحن غيرها وأرى البعد والقرب بين كل واحدة وهكذا أستطيع الخروج من أي مأزق ذكرته لكن من الواضح أن روح الياس كرم واضحة في كل ألحاني. حتى في اللهجة المصرية؟ - انا ميال بطبعي الى الطرب والغناء بلهجة أهل بلاد الشام و أعتقد أنها الحالة الوجدانية التي تربيت عليها ككل الناس ثم أنني أسمع الغناء باللهجة المصرية من أهله لأنه أنجح. فأنا أستطيع الغناء بكل اللهجات ولكن أتميز بلهجتي وهذا باعتقادي أحد أسباب نجاحي وشهرتي. لكن هناك مطربات سوريات اشتهرن بالغناء باللهجة المصرية مثل ميادة الحناوي وأصالة نصري وجورج وسوف؟ - لكل فنان وفنانة خصوصية والأصدقاء الفنانين الذين غنوا باللهجة المصرية نجحوا فيها لكن هذا شأن آخر عما أراه أنا لأنني قررت أن أبقى على الغناء باللهجة السورية بمفهومها الواسع اي اللهجة التي يفهمها كل الأشقاء العرب ولايستطيع أحد نكران الدور الريادي للفن عند أخوتنا المصريين. كيف تختار كلمات أغانيك ؟ - بسلامة الشباب يشير لأصدقائه الشعراء الذين يرافقونه باستمرار الأخوين طلال وعصام جنيد وروحي طعمة وهم الزاد والزوادة لكل ماغنيته. أنا مقّل بأخذ كلمات من شعراء لاأعرفهم وتلعب الصداقة والراحة النفسية عاملاً مهماً في التعاون في هذا المجال. ما رأيك بالأغنيات التي تسمعها؟ - فيهاالصالح والطالح وفي النهاية لايصح إلا الصحيح . ماذا عن حياتك الحاصة حالياً ؟ أعيش أغلب أوقاتي في منزلي ببيروت وأزور الشام كل شهر تقريباً لأني أشتاقها بما فيها وأرى طفلتي الوحيدة حلا التي كانت ثمرة زواجي الأول وربما يكون الأخير. هكذا هي الحياة تجارب فاشلة وناجحة لكنني الآن نسيت هذا الموضوع والتفت إلى فني ونفسي وهذا الأهم حالياً. وهل تنوي تكرار تجربة الزواج ثانية ؟ - الحياة لاتتوقف وإذا وجدت من تفهمني فربما أعيد التجربة وآمل أن أنجح في ذلك.