قررت الفنانة المغربية عائشة الوعد أن يكون لها مساحة خاصة على الساحة الغنائية في مصر، رافضة كل ما يذاع عن تراجع الأغنية المصرية إلى مراكز جانبية. وخلال زيارتها الأخيرة إلى العاصمة البريطانية أجرينا معها حواراً اعترفت فيه بأنها من المطربات اللواتي تأثرن بتينا تيرنر وويتني هيوستون، مشيرة إلى أن الأغنية الشبابية اساءت إلى بعض المطربين. لنتحدث أولاً عن آخر أعمالكِ؟ - البوم بعنوان "ما بتعاتبوش" من كلمات عبدالوهاب محمد وألحان حلمي بكر، ويحتوي على مجموعة اغنيات، أحبها إلى قلبي اغنية "متهيأ لك" كلمات ناصر رشوان وألحان فاروق الشرنوبي، إضافة إلى أغنية "ميّل يا قلبي" لبليغ حمدي وكلمات سيد مرسي. يبدو انك قررت بأن يكون لك مساحة خاصة على الساحة الفنية المصرية، هل هذا صحيح وكيف؟ - نعم، لأنني أكن كل الود والاحترام للقيمين على الساحة المصرية لمجهودهم في احتضان كل الفنانين العرب من دون تمييز. ولذلك سأظل أغني باللهجة المصرية من دون تجاهل الغناء بلهجتي الأم، لأنها مسؤولية يجب أن أتحملها. مصر احتضنت الكل، لكن دعينا نتوقف عند ظاهرة توافد الفنانات المغربيات المستمر إلى القاهرة والغناء باللهجة المصرية. ألا تعتبرين ذلك تنازلاً؟ - كلا، لأن أداءنا باللهجة المصرية يمثل وفاء للفن العربي وللمعاملة الطيبة، واعتقد بأن من واجبنا، بعد صقل موهبتنا، الغناء بالمغربية، لأنها كما أسلفت مسؤولية تقع على عاتقنا. نلاحظ ان القاهرة كمركز فني مهم تراجعت إلى مواقع جانبية... - مقاطعة وهل تعتقد بأن مصر تراجعت فنياً؟ نعم أمام طفرة الاغنيتين الخليجية واللبنانية في الوقت الحاضر. - أنا غير مقتنعة بكلامك، ولذلك لا أملك الرد. ما رأيك إذن بالموجتين اللبنانية والخليجية؟ - أحيي الفنانين الخليجي واللبناني لأنهما استطاعا ان يشهرا اغنيتيهما. وكفنانة مغربية يسعدني ما آلت إليه هاتان الاغنيتان، وستكونان عبرة لكي أشهر اغانينا المغربية. ماذا عن تجربتك مع الأغنية الخليجية؟ - لو سألتني عن رأيي في الفن العربي، لقلت لك انني أحب الفن لأن لا وطن له. عندما تسمعني اؤدي باللهجة اللبنانية فقد تظن بأنني لبنانية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الخليجي. كل هذا يعود إلى حبي لهذه الأغاني التي تمثل ألواناً جميلة ورائعة. بعد ان تميزت في المغرب بلون "الكلثوميات" وحققت قفزة نوعية في القاهرة، هل تؤكدين الآن تميزك بلون خاص؟ - بعد اغنيتي "مطر في الشوارع" أو "لحظة سكون" التي حازت على المرتبة الأولى العام 1995، يمكن القول إنني بدأت أتميز بلون خاص إلى جانب اللون الكلاسيكي الكلثوميات، ويمكن ترجمة لوني عبر أغنية "مطر في الشوارع" التي يطالبني الجمهور بأدائها في معظم المناسبات، مما رسخ قناعتي بهذا اللون الذي يتميز في الوقت نفسه بلون غربي ممزوج بذبذبات صوتية في مساحات عالية من ضمنها التريلات والنهاوند والتراجور. وبعيداً عن الشرقي، فأنا متأثرة بالفنانة تينا تيرنر وويتني هيوستون، فهما اللتان استعملتا هذا اللون. كانت لديك تجربة في السينما في "وتضحك الأقدار" و"سيدة القاهرة"، لكن يبدو أنها انقطعت! - لم اعد اؤيد فكرة السينما، وأفضل ما يطلق عليه الاختصاص. الممثل على مسرحه وشاشات السينما، والمطرب في أغانيه وعلى خشبات المهرجانات. نحن في زمن التخصص، وعلى الكل ان يتميز في موقعه. بالنسبة إليّ لن أكرر التجربة إلا إذا اغراني نص، شرط أن ينحصر فيه دوري بتقديم لون استعراضي يمس مشاعري. ألا ترين أن الأغنية الشبابية شوهت الأغنية التقليدية، خصوصاً انك ممن يؤدي اللون الطربي، لماذا؟ - لم تشوهها بالمعنى الكامل، بل ربما أساءت لبعض الفنانين. كيف؟ الاغنية الشبابية تعرف هذه الأيام صعوداً سريعاً يدفع الأغنية الطربية إلى مراحل متأخرة، وهذا ما يسيئ إلى المطرب بطريقة غير مباشرة. هذا هو الضرر الحاصل، ومع ذلك تبقى الأغنيتان الخفيفة والطربية موجودتين.