} السيد جهاد الخازن المحترم، تحية وبعد، فوجئت بردّك على السيد ياسر عبدالقادر من نيويورك في رسائل القراء في عدد "الحياة" رقم 13040 الصادر في 16/11/1998 عندما قلت: اي ارهاب اسرائيلي، لا يحارب بإرهاب مضاد وبكلمة اخرى الخطأ لا يبرر الخطأ. ولا يجوز قتل مدنيين لأي سبب. اولاً: ما قامت به "حماس" من عمليات فدائية قامت به في السابق م.ت.ف. بكل فصائلها، وتمت الغالبية الساحقة من عمليات المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين ضد مدنيين، فهل نفهم منك ان تاريخ نضال شعبنا كان ارهاباً؟ لا نعتقد انك تعني ذلك. ثانياً: ان النغمة المتصاعدة حالياً حول اعتبار جهاد حركة "حماس" ارهاباً هي نغمة اسرائيلية - اميركية، ويروج لها رؤساء عرب وصحافيون وشخصيات يعيشون في الغرب ويخشون على مصالحهم هناك. فالهدف الاساسي هو ارضاء الغرب والدول الغربية خصوصاً وان حركة "حماس" حركة ممنوعة في الولاياتالمتحدة ويحاكم حتى المؤيدين لها. ثالثاً: على رغم انني لست من انصار "حماس" سياسياً الا انني أخجل ان اعتبر ما تقوم به ارهاباً وان أسمّي شهداءها بالارهابيين. واعتقد ان الموت افضل من الترويج لهذه النظرية التعيسة. رابعاً: يا أخ جهاد الخازن هل كنتَ تتوقع من "حماس" ان تهاجم ثكنات الجيش الاسرائيلي على الحدود بينما عجز زعماؤنا - أنا وأنت - عن ذلك؟! هل تجهل ان ما قامت به حركة "حماس" كان تعبيراً عن حال السخط والاحباط الذي خلقه الاحتلال الاسرائيلي بمؤسساته العسكرية والمدنية. صدّقني يا سيد الخازن لو ان فصائل م.ت.م. كانت في السابق كما حركة "حماس" و"الجهاد الاسلامي" لكان لنا الآن دولة فلسطينية مستقلة. خامساً: هل يمكن للسيد الخازن المحترم ان يشرح لنا بزاويته عن ثورة قامت ضد الاحتلال لم يسقط فيها المدنيون ام انك تريد منا ان ندر للاحتلال خدّنا الأيسر؟ حتى يظهر بمظهر الملتزم باللعبة الغربية حول الارهاب. المؤسف جداً انكم في صحيفتكم تحاولون ان تصفوا بالارهاب كل من تعتبرهم الولاياتالمتحدة ارهابيين. فصدام حسين ارهابي، وابن لادن ارهابي وكارلوس ارهابي وعمليات "حماس" ارهابية، والنظام السوداني ارهابي. ولو افترضنا جدلاً انكم لا تتفقون مع اعمال المذكورين اعلاه فلماذا تحملون بوق الغرب وتظهرون بمظهر المتبني لشعاراته، هل تريدون ان تقنعونا بأنكم من اصحاب الرأي والموقف. حسناً أين هي مقالاتكم التي تنتقد دول الخليج مثلاً وليس حصراً، وحكومات القمع والديكتاتورية في بقية العالم العربي وليس فقط في السودان والعراق. ام ان اعتبارات مصلحة الجريدة تملي عليكم مهاجمة البعض والسكوت عن البعض الآخر؟ وختاماً نأمل من السيد الخازن ان لا يتجاهل هذا الردّ لانه غير مريح له وان ينشره كما هو في "الحياة" التي يفترض انها تؤمن بحرية الرأي للجميع وليس للبعض. جهاد الخازن: لن أغيّر رأيي، فالمقاومة ضد الاحتلال مشروعة بكل وسيلة ما عدا قتل المدنيين. وسقوط مثل هؤلاء صدفة مفهوم، ولكن تنظيم عمليات ضدهم غير مقبول. وهناك في جنوبلبنان مقاومة استشهادية الا انها موجهة ضد جنود الاحتلال، ما جعل العدو قبل الصديق يعترف بإلحاقها هزيمة عسكرية بالعدو، بقي ان يعترف بها سياسياً. وبالنسبة الى دول الخليج، فسننتقد عندما نجد سبباً للانتقاد، وانا لم انتقد السودان يوماً بل دافعت عنه ضد الولاياتالمتحدة الى درجة ان عندي شكراً رسمياً ودعوة للزيارة، كما انني مع رفع العقوبات عن العراق من دون قيد او شرط، وقد كتبت ذلك في زاويتي غير مرة، بل انني كتبته في الزميلة الكويتية "الوطن" وكانت من الشجاعة انها نشرته.