قتل شخصان وجرح 21 آخرون صباح امس في القدس الغربية في انفجار وصفته السلطة الفلسطينية بأنه "مشبوه"، لافتة الى ان المنطقة التي وقعت فيها العملية "ليست من مسؤوليتنا". واستغلت اسرائيل الحادث فاعلنت تعليق اجتماع الحكومة المخصص للمصادقة على اتفاق واي ريفر، ورهنت عقد الاجتماع بتحقيق شرطين هما وفاء السلطة بالتزاماتها كاملة بمكافحة الارهاب وعقد المجلس الوطني الفلسطيني لتعديل الميثاق. راجع ص3 وأعربت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في اتصال هاتفي مع رئىس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن املها بان يكون "تعليق" اجتماع الحكومة الاسرائيلية مجرد "وقفة قصيرة"، وان يستأنف الاجتماع "قريبا"، فيما حض وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين حكومة اسرائىل على تنفيذ الاتفاق بدلا من محاولة كسب الوقت. في غضون ذلك، اوضح قائد شرطة القدس الاسرائيلي يئير اسحاقي ان مجهولا اتصل بالشرطة هاتفيا واعلن المسؤولية عن الهجوم باسم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، لكنه اضاف ان الشرطة ما تزال تتحرى صحة ذلك. وكانت سيارة مفخخة انفجرت صباحاً عند مدخل سوق محني يهودا في شارع يافا في القدس الغربية. وقال شهود ان انفجارات صغيرة وقعت في البداية اعقبها انفجار قوي، فيما اكدت الشرطة ان القتيلين هما منفذا العملية، مشيرة الى انها عثرت داخل السيارة على حقيبتين من المتفجرات سيئة الصنع. ولم يتم التأكد هل كانت السيارة تنقل هذه العبوات ام كانت مفخخة. وفرضت الشرطة اجراءات امنية مشددة في مدن اخرى في اسرائىل، كما فرضت تعتيما اعلاميا على تفاصيل الحادث. وعقب الانفجار اعلنت الحكومة الاسرائيلية في بيان انها "ستعمل على تعزيز القدس"، وقال افيف بوشينسكي الناطق باسم نتانياهو ان الحكومة قررت فتح الباب امام العطاءات اعتبارا من غد في شأن عملية البناء في مستوطنة هارحوما على جبل ابو غنيم في القدسالشرقية. لكن ما لبث بوشينسكي ان تراجع عن ذلك ونفى ان تكون الحكومة اتخذت مثل هذا القرار، قائلا: "موقفنا المبدئي معروف وهو ان المساكن في هارحوما ستبنى قبل العام الفين". وقالت الاذاعة الاسرائىلية انه كان مفترضا ان يبقى قرار فتح الباب امام العطاءات سريا حتى الثلثاء المقبل على الاقل، لكن تسريب الخبر اثار خلافا بين نتانياهو ووزير دفاعه اسحق موردخاي المعارض للقرار، موضحة ان نفي الحكومة الرسمي جاء بمثابة تسوية بين الجانبين. ودانت السلطة الفلسطينية الانفجار، وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ان "السلطة الفلسطينية تستنكر هذه العملية المشبوهة بغض النظر عن هوية من نفذها". ودعا واشنطن الى التدخل فورا والعمل على تنفيذ الاتفاق، كما دعا اسرائيل الى عدم استخدام العملية كپ"ذريعة" للتهرب من الاستحقاقات. وقال وزير العدل الفلسطيني فريح ابو مدين ان السلطة الفلسطينية ليست ملزمة اتخاذ اي اجراءات في ضوء ما حدث "لان المنطقة التي حصلت فيها العملية ليست من مسؤوليتنا". وضمن ردود الفعل الدولية، وصف الرئيس بيل كلينتون الانفجار بانه "عمل جبان" يهدف الى "اخراج عملية السلام عن مسارها". واعرب عن امله بان "نتمكن من استعادة القوة وان ينفذ الجانبان اتفاق واي باسرع ما يمكن". وقال في تصريح منفصل في البيت الابيض ان الاتفاق "هو افضل طريق للسلامة للاسرائيليين ولتحقيق آمال الفلسطينيين، وافضل رد على افعال العنف الاجرامية في هذه الايام". واضاف ان عرفات ونتانياهو كانا يعرفان عندما وقعا الاتفاق "انهما سيواجهان هذه اللحظة، وانهما سيتعرضان لخطر اكبر وان الارهاب سيستهدف مدنيين ابرياء. كانا يعرفان ان عليهما ان يحشدا قدراً كبيراً من الشجاعة في شعبيهما لمواصلة السير في طريق السلام في مواجهة الافعال الاستفزازية المتكررة. وكما تعرفون فهناك اشخاص لهم مكاسب كبيرة من استمرار التعاسة والكراهية في الشرق الاوسط كما في مناطق اخرى من هذا العالم". كذلك دانت بريطانيا وفرنسا الانفجار، وقال فيدرين: "يجب تنفيذ هذا الاتفاق واي، فكل شيء يتوقف على ما يريده زعماء اسرائيل. اذا كانت السلطات الاسرائىلية لا تريد في الواقع استئناف عملية السلام فستجد دوماً احداثاً مأسوية لتبرير اساليبها للمماطلة. واذا كانت تريد حقا هذا الاستئناف فيجب ان تبدأ بتنفيذ الاتفاق".