قبل ايام رحل تيد هيوز، شاعر بريطانيا الابرز، عن 68 عاماً. وكانت مفارقة حياة هيوز الكبرى انه اشتهر بشعره قدر اشتهاره بزواجه من الشاعرة الاميركية سيلفيا بلاث. هيوز الذي اتسم شعره بالقوة والحدّة والتعبيرية وبالصور المعتمة التي استقاها من ريف منطقة ديفون، كان اصيب بالسرطان قبل عام ونصف العام، غير انه ابقى مرضه سراً الا على اصدقائه الاقرب، رافضاً مناقشته والتطرق اليه. "لقد احسّ"، بحسب ناشره صاحب دار "فايبر اند فايبر" ان "مرضه مسألة شخصية جداً". ويبدو ان مرضه هو الذي حمله على نشر عمله الاخير "رسائل عيد الميلاد الشخصي" وهو مجموعة قصائد عن علاقته المغرية والمضطربة والهشة في آن بسيلفيا بلاث التي انتحرت بُعيد انفصالهما في 1963. وما احاط الامر بالألغاز ان هيوز مارس طوال 35 عاماً الصمت والتعتيم الكامل حول كل ما يتصل بالزواج والطلاق والانتحار، وببلاث نفسها، على رغم ان بعض المقربين منها اتهموه بالتسبب في موتها وأوّلوا قصائدها على هذا الاساس. فحين قرر هيوز ان يتحدث، قبل بضعة اشهر، تحول ديوانه الى احد الكتب الاكثر مبيعاً على نطاق عالمي، وهو أمر غدا نادر الحدوث في ما يخص الشعر. "انه عمل أراده ان يظهر قبل موته"، كما قال ناشره مضيفاً ان هيوز "اعتبره ذا اهمية شخصية. لقد كان اقرب ما يكون الى سيرة ذاتية". انتج هيوز عشرات الكتب الشعرية والادبية التي وجّه بعضها الى الاطفال، وكان شعره "ارضياً، غنائياً، وفي الغالب ذا نكهة عنيفة، يضجّ بمعانٍ لا تؤديها الوهلة الاولى"، بحسب ما كتب الناقد توم بولين.