دعا حزب التجمع اليمني للاصلاح الى استئناف الحوار مع الأحزاب والقوى السياسية من أجل الحفاظ على الهامش الديموقراطي في البلد. ودعا محمد اليدومي الأمين العام لحزب الاصلاح في مؤتمر صحافي عقده أمس عشية انعقاد المؤتمر العام الثاني لحزبه يوم الثلثاء المقبل الى "الحوار مع كل الاحزاب والقوى السياسية من دون استثناء، خصوصاً الحزب الاشتراكي اليمني". وأكد ان حزبه لن يدفع بمرشح لرئاسة الجمهورية العام المقبل، وأن مرشح "الاصلاح" هو الرئيس علي عبدالله صالح. وتطرق الى عدد من القضايا التنظيمية والسياسية. وأكد اليدومي ان حزب الاصلاح حزب معارض، وفقاً لنتائج انتخابات العام 1997، وان عدم تحديد "الاصلاح" لموقفه من الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام ودوره كحزب معارض هو نتيجة "خطأ اعلامي يضع الاصلاح بين منزلتي السلطة والمعارضة". وان نتائج الانتخابات حتمت عليه أن يكون حزباً معارضاً: "ونحن نعارض من خلال حجم تواجدنا في مجلس النواب، وعبر وسائلنا الاعلامية المتاحة. وهناك من يريد أن يكون الاصلاح حزباً فوضوياً يخرج عن اطار الموضوعية والاقنية الدستورية لممارسة المعارضة. وهذا لن يكون". وفي رده على سؤال حول امكانية ترشيح المرأة الى مجلس الشورى اللجنة المركزية للاصلاح في المؤتمر العام القادم، قال اليدومي: "ان المرأة ممثلة في المؤتمر العام ب 166 عضواً عبر انتخابات حرة ومباشرة للمندوبين. اما قضية وصولها الى مجلس الشورى، فإن القرار عائد الى المؤتمر العام". غير أنه أكد أن ليس لدى حزب الاصلاح ما يمكن أن يعرقل وصول المرأة اليمنية الى عضوية "البرلمان"، رغم ان الأمر مرهون بطبيعة الاعراف والتقاليد والخصوصيات اليمنية. وهاجم اليدومي وزير الخارجية عبدالقادر باجمال في رده على سؤال حول ما قاله في وقت سابق بأن الاصلاح لا يزال حزباً يفتقد الى الشفافية في تعامله ونشاطه السياسي. وقال ان "باجمال تحدث بلسان الحزبي الذي يهمه تشويه الآخرين، والعكس هو الصحيح. فنحن نتعامل بشفافية ووضوح في قراراتنا وعلاقاتنا مع الآخرين، وما قاله باجمال ليس بالحقيقة". وحمل اليدومي السلطات اليمنية مسؤولية الاختلالات الأمنية مثل التفجيرات والاختطافات. وقال: "ان السلطات التي تتبع الحزب الحاكم هي المسؤولة أولاً وأخيراً عن تفشي مثل هذه الاختلالات"، مضيفاً: "ان المستفيد الأول من هذه الظواهر هم أعداء اليمن". وحول مدى تطبيق الديموقراطية في داخل حزب الاصلاح، قال اليدومي: "نحن جميعاً نتعلم الديموقراطية ولا بد أن نسعى الى ترسيخها والتعامل معها وممارستها من داخل الأحزاب، حتى يكون لهذه الأحزاب مكان مؤثر على الساحة السياسية. ونحن في الاصلاح خطونا خطوات جادة في هذا المسار، وما عقد مؤتمراتنا والانتخابات التي تحدث فيها إلا محاولة جادة لممارسة الديموقراطية". وعن دور حزب الاصلاح على الساحة السياسية اليمنية بعد الانتخابات الأخيرة، قال اليدومي: "الاصلاح استطاع الحفاظ على مكانته في انتخابات العام الماضي رغم الصعوبات، ورغم مرارة ما لقيناه فيها. كان علينا أن نشارك بعد مقاطعة الحزب الاشتراكي أو يكون البديل اعلان حال الطوارئ والغاء الهامش الديموقراطي". وأوضح اليدومي ان المؤتمر العام الثاني للاصلاح يوم الثلثاء المقبل سيناقش عدداً من القضايا السياسية الداخلية، وفي مقدمها تعديل البرنامج السياسي والنظام الداخلي والرؤية الاقتصادية. ودعا الى حل جذري لمسألة الحدود بين اليمن والسعودية بما يخدم المصالح العليا لليمن والسعودية والبلاد المجاورة. وقال: "ان موقفنا من قضية الحدود... عبّر عنه الشيخ عبدالله الأحمر رئيس الهيئة العليا للاصلاح"