قرأت في "الحياة" الصادرة بتاريخ 1 تشرين الثاني نوفمبر 1998، مقالاً بعنوان "ما يحتاجه الأكراد، لا الاستقلال، بل دولة المواطنة" للكاتب جورج طرابيشي، معتمداً على مصادر ذكرت في مستهل المقال. وعلى رغم أهمية الموضوع الذي تركز في مجمله على الحياة الاجتماعية للكرد وثقافتهم وتاريخهم ومطالبتهم بحقوقهم القومية، إلا أن الكاتب لم يراع الاهتمام الكامل بالانقسام اللغوي الصحيح علاوة على أخطاء كتابية في بعض المصطلحات عند ترجمته للمصادر المعتمدة لمادته. زعم الكاتب ان الأكراد لا يتكلمون لغة واحدة، والحق أن اللغة الكردية هي لغة موحّدة، ولغة مستقلة قائمة بذاتها لها قواعدها ومفرداتها ولها تطوراتها الخاصة بها أيضاً. ويتكلم الشعب الكردي في كل أجزاء كردستان لغة واحدة والاختلاف كامن في اللهجات فقط. أما اللهجات الكردية التي ذكرها الكاتب الكرمانسية - الصورانية - الظاظية ولهجات جنوبايران، لم يوفق في اختيار المصطلحات الصحيحة، والأصل هو: الكرمانجية والسورانية والزازائية. اضافة الى عدم تنبهه الى التقسيم اللغوي الأصوب. فاللغة الكردية تتكون من لهجات رئيسية على النحو الآتي: 1- الكرمانجية الشمالية: يتكلم بها معظم الشعب الكردي وتنتشر بين أكراد تركيا، ما عدا منطقة ديرسم اذ تسود اللهجة الزازائية، وبين أكراد سورية والاتحاد السوفياتي السابق واقليم بادينان في كردستان العراق والاقليم الممتد غربي بحيرة أورمية من مدينة شنو حتى أقصى الشمال في كردستان ايران. 2- الكرمانجية الجنوبية السورانية: هي اللهجة الثانية من حيث الانتشار بين الأكراد. ويتكلم بها معظم أكراد العراق في أربيل والسليمانية وكركوك وخانقين، ما عدا اقليم بادينان في مدينة دهوك وعقرة وضواحيها حيث الكرمانجية الشمالية واقليم هاورامان اذ تسود اللهجة الهاورامية واقليم جنوبي مندلي حيث الأكراد الفيليين. أما أكراد ايران فليس صحيحاً كما رأى الكاتب بأنهم يتكلمون السورانية سوى بعض المناطق منها منطقة مهاباد. 3- اللهجة اللورية: تتكون من الفيلية واللك والبختيارية وتعتبر من حيث انتشارها اللهجة الكردية الثالثة، ويتكلم بها الأكراد الفيليون في العراق الذين يقطنون في مناطق اللهجة السورانية. 4- هناك لهجات كردية فرعية كالزازائية والهاورامية والكورانية. يتكلم الزازائية أكراد ديرسم في تركيا مهد الثورة الكردية التركية ويتكلم الهاورامية أكراد منطقة هاورامان في العراق، ويتكلم الكورانية أكراد كوران في العراق أيضاً. والأكراد جميعهم يفهمون بعضهم بعضاً على رغم اختلاف اللهجات، غير أن الصعوبة تكمن في فهم اللهجات الفرعية المذكورة خصوصاً الهاورامية. أما الأبجدية الكردية فرأى الكاتب أن تركيا وحدها تكتب باللهجة اللاتينية ونسي أن أكراد سورية أيضاً يكتبون باللاتينية، فضلاً عن الأبجدية الروسية التي يستعملها أكراد دول الاتحاد السوفياتي السابق ومنها روسيا