أكدت فرنسا حضورها القوي في افريقيا عشية افتتاح القمة الپ"فرانكو - افريقية" العشرين بحضور ممثلين عن 49 دولة افريقية ناطقة بالفرنسية والانكليزية في آن، بينهم 35 رئيساً. وتركزت الاجتماعات التحضيرية للقمة بين وزراء خارجية الدول المشاركة على مسألتي الأمن والتنمية في القارة السوداء. وكانت النزاعات في افريقيا الوسطى ومنطقة البحيرات الكبرى محوراً لعدد من اللقاءات الثنائية خصوصاً مع مشاركة الاطراف المعنية بهذه النزاعات في القمة. وتقدم المشاركين العرب الرئيس المصري حسني مبارك الذي استقبله نظيره الفرنسي جاك شيراك، امس، وتناولت محادثاتهما "القلق المستمر" على مستقبل مسيرة السلام في الشرق الأوسط والوضع في العراق في ضوء "الموقف غير المفهوم وغير المقبول" لبغداد خلال الأزمة الأخيرة. راجع ص 6 و7 وتمثل المغرب بوزير خارجيته السيد عبداللطيف الفيلالي فيما تغيبت ليبيا والسودان اللذان لم توجه اليهما الدعوة فيما اعتذرت الجزائر عن عدم المشاركة. كذلك يشارك في القمة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم. وترافقت التحضيرات للقمة التي يفتتحها الرئيس الفرنسي في مقر "كاروسيل دولوفر" صباح اليوم، مع اجواء تنافس فرنسي - اميركي في القارة، عكستها تصريحات مسؤولين فرنسيين في مقدمهم وزير التعاون والفرنكوفونية شارل جوسلان الذي رأى ان جولة الرئيس بيل كلينتون الاخيرة في افريقيا "خلفت خيبة أمل لدى سكان القارة"، مشيراً الى ان المساعدات الاميركية للتنمية في افريقيا تبقى ضئيلة جدا مقارنة مع المساعدات اليابانية والفرنسية. ولاحظ مراقبون ان واشنطن اختارت توقيت القمة للاعلان عن جولة يقوم بها وزير التجارة الاميركي وليام ديلي الى افريقيا على رأس وفد صناعي وتجاري ضخم، اعتباراً من مطلع الشهر المقبل. واعتبر الوزير ان الاوضاع الاقتصادية في دول افريقية عدة، باتت تؤهلها "للخروج عن نفوذ منافسينا الأوروبيين". غير ان الموضوع الامني سيكون الهم الأكبر للقمة التي تستمر اعمالها حتى يوم السبت. وعبرت الاوساط السياسية في باريس عن توجه جديد بعيداً عن دور فرنسا التقليدي كشرطي افريقيا الى دور اكثر حيوية يمكن دول القارة من حفظ امنها بنفسها معتمدة على دعم تسليحي وتقني من فرنسا. ولخص وزير الدفاع الفرنسي السابق بول كيلاس هذه الخطة التي تعرف باسم "ريكامب" تعزيز قدرات حفظ السلام الافريقية وهي تقضي بتجميع المعدات العسكرية الفرنسية في نقاط عدة استراتيجية في القارة ليتم استخدامها فور الحاجة اليها من قبل قوات حفظ سلام تشكل محلياً. وأوضح وزير التعاون الفرنسي شارل جوسلان ان ثمة دعماً متنامياً لاقتراح فرنسا عقد قمة اقليمية للبحث في وضع حد للحرب في الكونغو والتي تهدد باتساع نطاقها ليشمل تسعة دول مجاورة. وتوقعت المصادر الفرنسية ان يستغل كابيلا حضوره للمرة الأولى في قمة من هذا النوع، للموافقة على مبادرة سلام.