لندن، فيينا - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - تراجع سعر خام القياس "برنت" في بداية التداول في بورصة النفط الدولية في لندن امس وجرى بيع البرميل في حدود 10.90 دولار لعقود كانون الثاني يناير المقبل بعد ان انخفض الى ادنى مستوى له عند 10.65 دولار للبرميل مساء الاربعاء. وقال مدير الفرع النفطي لشركة "سالومون سميث بارني" للسمسرة في لندن بيير جينيو: "ان سعر برميل النفط خسر 10 في المئة من قيمته منذ مطلع الاسبوع وقد ينتهي الاسبوع بمأساة". واضاف: "ان تراجع اسعار النفط مرده فقط الى عدم توصل اعضاء اوبك الى حل في شأن الاجراءات الواجب اتخاذها لدعم الاسعار". وتزامن تذبذب اسعار الخام مع افتتاح المؤتمر الوزاري ال 106 لمنظمة "اوبك" ورحب الرئيس الحالي للمنظمة وزير النفط في دولة الامارات العربية المتحدة عبيد سيف الناصري بكل المبادرات ومن ضمنها تلك التي تطرحها الدول غير الاعضاء في "اوبك". وقال الناصري في افتتاح المؤتمر "ان عائدات النفط للدول الاعضاء ستنخفض السنة الجارية بمعدل الثلث مقارنة مع العام الماضي". وانخفض معدل "سلة اوبك" في الاشهر التسعة الاولى من السنة الى 12.71 دولار في مقابل 18.81 دولار العام الماضي. وكانت تقديرات اشارت الى ان خسائر "اوبك" ستصل الى نحو 50 بليون دولار بسبب تراجع الاسعار الى مستويات دنيا. واضاف الناصري: "ان ما جرى ادى الى حصول ضغوط كبيرة على اقتصادات الدول الاعضاء ما يعني ان علينا تقبل الواقع ومواجهة موازنات مخفضة بشكل حاد". واقر الوزير الاماراتي بعدم اجراء التقديرات المناسبة لاهمية انخفاض الطلب الدولي خصوصا للازمة الآسيوية، مشيراً الى الجهود التي بذلتها "اوبك" لخفض انتاجها بحجم 2.6 مليون برميل يوميا منذ مطلع السنة. واضاف: "على الصناعة النفطية ان تغيّر بسرعة مفهومها لحاجات السوق على المدى القصير على رغم اعتقادنا بأن ازمة الدول الآسيوية باتت وراءنا وهناك احتمال انتعاش اقتصاد هذه الدول السنة المقبلة". واشاد الناصري بتقدم التعاون بين الدول الاعضاء لمواجهة الوضع الحالي والمحاولات المبذولة لرفع اسعار النفط. واعلن ترحيبه بمبادرات "اوبك" وغيرها للتوصل الى الهدف المذكور. واصر وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف اليوسفي الذي سيتسلم رئاسة "اوبك" خلال الاشهر الستة المقبلة على اهمية اتخاذ اجراءات جماعية والتعاون بين الاعضاء للضغط من اجل رفع اسعار النفط. وقال اليوسفي رداً على سؤال عن احتمال اقرار خفض جديد في الانتاج في غضون الاشهر المقبلة: "ندرس وضع السوق من جميع جوانبه والاجراءات المناسبة لهذا الوضع". ولم يستبعد ان يكون من بين هذه الاجراءات اتخاذ قرار بخفض جديد في حال تطلبت السوق ذلك في الشهور الاولى من سنة 1999. وقال وزير الطاقة الايراني بيجان زنقانه "ان المحادثات التي سبقت الجلسة الاولى تمحورت على مد قرارت الخفض الحالي للانتاج". ورأى ان مناقشة خفض جديد في المؤتمر مسألة قليلة الاحتمال وهو ما اكده وزير النفط الاندونيسي كونتوتو مانغكوسوبروتو. ويشترك في المؤتمر بصفة مراقب من الدول غير الاعضاء في "اوبك" كل من روسياوالمكسيك وسلطنة عمان. من جهة ثانية ابلغ وزير الوقود والطاقة الروسي سيرجي جنرالوف وزراء "أوبك" ان بلاده يمكنها مد العمل بخفض الانتاج الحالي ستة أشهر أخرى. وكرر جنرالوف امس قوله ان الخفوضات الروسية تبلغ 100 ألف برميل يوميا من الخام ومنتجاته على رغم ان البيانات الرسمية تكشف ان صادرات موسكو بلغت في الآونة الاخيرة مستويات مرتفعة سعياً لزيادة دخلها من النقد الاجنبي. في المقابل أكد نائب وزير الطاقة المكسيكي خورخي شيفاز بريزا ان قيود التصدير المفروضة على نفط بلاده ستظل سارية حتى نهاية 1999. وقال في الاجتماع: "خفض صادرات المكسيك بواقع 200 ألف برميل يومياً حتى 31 كانون الاول ديسمبر هو مساهمتنا في تحقيق استقرار سوق النفط".