أصدرت محكمة ساوث ورك البريطانية هذا الاسبوع حكمها بالسجن على ثلاثة أتراك بتهمة تهريب حوالى 65 كيلوغراماً من الهيرويين ثمنها 7 ملايين دولار و800 ألف جنيه استرليني بعد ان تعطّلت شاحنتهم الضخمة وتوقفت في نفق بلاك وول في شباط فبراير الماضي. ماذا في الوقائع؟ شاحنة طويلة في طريقها من بلجيكا الى لندن يقودها التركي مصطفى كارانكا. وصل الى نفق بلاك وول فنزل من الشاحنة واتجه الى لقاء شخصين في سيارة صغيرة تقلّ حامد شمس الله ايراني المولد والتركي كركوت ايريس. تحدث السائق مع الشخصين ثم عاد الى الشاحنة. ضباط في الجمارك ورجال من البوليس ومن دائرة تحصيل الضرائب يراقبون تحركات الشاحنة والافراد الثلاثة بدقة و… شفافية. حاول السائق ادارة محّرك الشاحنة فلم يفلح. اللوري معطلة. وادى ذلك الى ازدحام خانق وهائل في النفق حيث اصطفت السيارات وراء الشاحنة المعطلة في صفوف طويلة، محدثة احد اضخم ازدحام سير في لندن وجعلت الاتراك الثلاثة في فخ. أقفلت الشرطة النفق من مقدمته ومؤخرته ثم انقضّت على الاتراك الثلاثة في هجوم مفاجئ وقبضت عليهم. وتبين في ما بعد ان الشاحنة مُشتراة في مزاد علني قبل شهور عدة وجُهّزت بخزان وقود خادع لإخفاء الهيرويين، في السطح السفلي للشاحنة الضخمة. ويبدو ان المخدرات استلمها سائق الشاحنة مصطفى كارانكا من امام بيته في تركيا. ومع كل خطوة خطاها سائق الشاحنة وتحرك السيارة الصغيرة، كان افراد الشرطة البريطانية في المرصاد. يراقبون. يستطلعون. يتحركون ويطاردون حتى لحظة القبض على الثلاثة. وبعد خمسة اسابيع من المحاكمة صدرت هذا الاسبوع احكام بالسجن على الأتراك الثلاثة كالآتي: حامد شمس الله الذي يعيش في امستردام كرجل اعمال حُكم عليه بالسجن 18 سنة، فيما حكم على كارانكا سائق اللوري 14 سنة. أما سائق سيارة الاجرة الصغيرة ايريس الذي يعيش في شمال لندن، فسيقضي 9 سنوات في السجن البريطاني.