واشنطن، نيويورك، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - فشل مجلس الأمن في التوصل الى قرار في شأن الرد على رفض العراق تسليم وثائق طلبها المفتشون الدوليون بعد اعتراض روسي على اقتراح بريطاني ادانة بغداد. ووصف العراق إحجام المجلس عن توجيه لوم اليه في نزاعه الجديد مع فرق التفتيش بأنه "ايجابي ومشجع". في غضون ذلك، حذرت واشنطن من أنها "ستلجأ الى خيارات اخرى" في حال رفض العراق التعاون مع المفتشين الذين واصلوا مهماتهم في بغداد امس، واتهمت الحكومة البريطانية العراق بخرق التزامه التعاون معهم. انزعاج بريطاني وقال السفير البريطاني السير جيريمي غرينستوك عقب جلسة مجلس الأمن ليل الثلثاء: "الأمر ما زال معلقاً. لم نتوصل الى أي نتائج محددة". وأضاف ان الاعضاء اكتفوا بالإعراب عن "استمرار تأييدهم الكامل" للجنة الخاصة المكلفة تدمير اسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم. وأفاد ديبلوماسيون ان روسيا عرقلت اصدار بيان صاغته بريطانيا يعتبر ان تصرفات العراق "لا تشكل تعاوناً كاملاً" مع "أونسكوم". وأضافوا ان السفير الروسي سيرغي لافروف طلب ان يجري المجلس أولاً مناقشة واسعة لتحديد هل الوثائق التي طلبها رئيس اللجنة الخاصة ريتشارد بتلر موجودة فعلاً قبل ان يوافق على البيان البريطاني. ونقل الديبلوماسيون عن غرينستوك قوله: "إنه أمر خطر ان يتجاهل المجلس مثالاً واضحاً على إحجام العراق عن التعاون". وراجع مجلس الأمن ثلاث رسائل بعث بها العراق الى الاممالمتحدة منذ الجمعة الماضي تفيد ان عشرة من اثني عشر نوعاً من الوثائق يريدها بتلر إما غير متاحة لبغداد وإما ليست لها علاقة بأعمال التفتيش أو تنتهك الأمن القومي للعراق. وأعلن رئيس مجلس الأمن ان المجلس قدم "دعمه التام" لمفتشي اللجنة ولم يتفق اعضاء المجلس الا على بيان صحافي مقتضب تلاه القائم بالأعمال الاميركي بيتر بورليه. وقال ان المجلس تبلغ من بتلر رفض العراق تقديم وثائق تتعلق بأسلحة الدمار الشامل، وان "اعضاء المجلس اعربوا عن دعمهم التام للجنة لانجاز مهمتها". ورحب مسؤول عراقي امس بإحجام المجلس عن توجيه اللوم الى بغداد في أزمة الوثائق، وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "هذا يظهر ان الموقف المتشدد الذي كانت بريطانيا تسعى الى اتخاذه بمساندة الولاياتالمتحدة لم يلق أذناً صاغية في مجلس الأمن. إنها خطوة ايجابية ومشجعة". ورأى ان مناقشات المجلس أظهرت وجود تفهم أوسع لموقف العراق. وتابع ان "أميركا وبريطانيا اتفقتا دوماً على اتخاذ مواقف متشددة ضد العراق، لم نفاجأ بهذا الموقف لأنهما تكنان العداء له، لكن عضوية المجلس ليست مقتصرة عليهما، هناك دول اخرى ذات نفوذ مثل روسيا والصين وفرنسا. تلك الدول تشارك ايضاً في اتخاذ القرار ونعتمد عليها كي يصدر المجلس قرارات عادلة ونزيهة". ... وتهديد اميركي في واشنطن، أفاد الناطق باسم البيت الأبيض جو لوكهارت في وقت متقدم ليل الثلثاء ان الولاياتالمتحدة "ستلجأ الى خيارات اخرى" في حال لم يتعاون العراقيون مع فرق التفتيش. وأوضح ان الرئيس صدام حسين "يخضع الآن لاختبار" لمعرفة هل سيتمكن المفتشون من "القيام بمهماتهم بطريقة فاعلة، واذا تبين لنا ان أونسكوم غير قادرة على القيام بعملها في شكل فاعل وان العراقيين لا يتعاونون مع الاممالمتحدة فسنلجأ الى خيارات اخرى. وشدد لوكهارت على ان "الأمر لا يتعلق فقط بالوثائق التي تطالب اللجنة الخاصة العراق بتسليمها". وأكد ان "الأمر يتعلق بالوثائق والوصول الى المواقع الحساسة فضلاً عن الوصول الى الاشخاص المطلعين على البرنامج" العراقي. ورفض القول هل رفض العراق تسليم بعض الوثائق من شأنه ان يؤدي الى ضربة عسكرية اميركية، وأضاف ان الولاياتالمتحدة "ستبقى في شك في شأن نيات العراق". واعتبرت صحيفة "العراق" ان أي عمل عسكري اميركي ضد العراق سيلقى إدانة العالم. وكتبت أمس: "نحن اليوم أمام مغامرة اميركية تتجاوز المألوف وغير مسوغة فضلاً عن كونها مرفوضة ومستهجنة عربياً وعالمياً". واشارت الى ان "نتيجة الحماقة الاميركية المتوقعة في شن عدوان عسكري جديد لن تكون أفضل من نتائج الفشل السياسي طيلة السنين العشر الماضية، وفشلها هذه المرة سيكون بمثابة هزيمة ساحقة لأميركا في الوطن العربي". وواصلت فرق التفتيش التابعة للجنة الخاصة مهماتها في العراق امس، وغادرت عشر سيارات مقر "أونسكوم" في ثلاث مجموعات. وذكر مسؤول عراقي ان خبراء "أونسكوم" والوكالة الدولية للطاقة الذرية تفقدوا الثلثاء 25 موقعاً يشملها نظام الرقابة الدائمة. وأعلنت ناطقة باسم الاممالمتحدة في بغداد ان المنظمة الدولية سترسل في غضون ايام فرق تفتيش جديدة الى العراق لتنفيذ عمليات تفتيش أثارت جدلاً في الماضي. وأوضحت الناطقة كارولين كروس ان لا موعد محدداً لوصول الفرق الجديدة. وتركز الفرق الموجودة في العراق على تفقد مواقع تخضع للمراقبة الدائمة وسبق ان وضعت فيها معدات مراقبة