قال آيرا ماغازينر، المسؤول في ادارة الرئيس بيل كلينتون عن وضع خطة مشروع العناية الصحية الوطنية التي آلت الى اخفاق والذي ترأس أخيراً الجهود الحكومية الرامية الى رعاية نمو انترنت والتجارة الالكترونية، انه سيتخلى عن منصبه في البيت الأبيض قبل نهاية العام الجاري. وجاء الاعلان عن نيته الإستقالة فيما تستعد الإدارة الاميركية للتخلي عن حاكمية انترنت لصالح هيئة دولية خاصة، وفيما تدخل فترة من الزمن ستتسم بما يفترض ان تكون مفاوضات شائكة وصعبة مع الاتحاد الأوروبي حول مسائل تتعلق بخصوصية المعلومات أو سريتها. وكان ماغازينر، وهو أحد كبار مساعدي الرئيس الاميركي في مجال تطوير السياسات وبلورتها، منذ فترة من الزمن على رأس حملة تسعى الى حمل العاملين في انترنت على تنظيم أنفسهم ومراقبة أنفسهم ذاتياً في مجال كيفية جمع المعلومات الشخصية عن المستهلكين واستخدامها، ما وضع الولاياتالمتحدة في موقع يتناقض مع موقع الاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص. لكن ماغازينر قال انه واثق من انه أتم المهمة الرئيسية التي كان قد كلف بها، وذلك عندما جعل مسألة التجارة الالكترونية موضوع بحث في العالم كله. وعلى رغم ان ماغازينر لم يحدد موعد استقالته ولم يبد استعداداً للإفصاح عن ما سيفعله بعد الاستقالة، قال انه يأمل في إتمام مهماته في خلال الشهر المقبل وفي العودة بعد ذلك الى بروفيدانس في ولاية رود آيلاند بعدما عادت زوجته مع أولادهما الى تلك البلدة العام الماضي. ومنذ عودة اسرته الى بروفيدانس كان ماغازينر يسافر الى واشنطن يومياً للعمل في البيت الأبيض. ويذكر ان هذا المسؤول انضم الى ادارة الرئيس بيل كلينتون منذ خمسة أعوام ونصف العام لكي يكتب مسودة ما عاد وثبت انه مجهود مكتوب له الفشل الذريع يتناول انشاء نظام وطني عام للعناية الصحية... وبعدما فشل هذا المشروع، حاول ماغازينر، على نحو مندفع جداً، صياغة سياسة اميركية ودولية تنظم استخدام التجارة الالكترونية وانترنت. وبالإضافة الى مساهمته في اقناع المجلس التشريعي الاميركي بإصدار قانونين فيديراليين يحرمان فرض ضرائب جديدة على انترنت ويحميان حقوق الملكية الفكرية في العصر الرقمي، أفلح ماغازينر في توصيل دول العالم الى ابقاء انترنت معفاة من الرسوم الجمركية، والى إرساء معايير لانظمة الدفع التسديد الدولية. ويقول بريان اوشونيسي، الناشط في جمعية انترنت اللاينس المؤلفة من شركات لها مصالح في انترنت: "اعتقد ان من البيّن القول ان آيرا ماغازينر كان الشخص الذي شمّر عن ساعديه ودرس التفاصيل الدقيقة الخاصة بكيفية عمل التكنولوجيا وتأثيرها على مجتمعنا ثم نشط في ضوء ما توصل اليه من أفكار ليروّج لانترنت في السوق العالمية، في الوقت الذي كان التشوش والارتباك يسودان الأوساط المعنية حول توجهات انترنت محلياً ودولياً". ويذكر ان ماغازينر سمح بنشر تقرير الادارة الاميركية "اطار التجارة الالكترونية" الذي دعا الى وجوب رفع الحكومة الاميركية يدها عن التدخل في مسألة تنظيم انترنت وترك الأمر لقوى السوق. وفي اعتقاد ماغازينر الآن، كما كان اعتقاده في السابق، ان النمو السريع الذي تشهده انترنت قد يبطئ اذا تدخلت الحكومة في شأن هذه الشبكة الدولية، وكان تاريخ السماح بالنشر حزيران يونيو 1997. ومنذ ذلك التاريخ، ترأس ماغازينر الجهود الرامية الى اعطاء ادارة انترنت الى القطاع الخاص. وزار ماغازينر عدداً كبيراً من الدول لكي يحض زعماءها على دعم طريقته في التعامل مع انترنت، أي إعفائها من الضرائب ومن التنظيم الرسمي