وجّه رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز امس تحذيراً شديد اللهجة الى ايطاليا ملوحاً برد بعد قرار محكمة الاستئناف في روما وضع زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان قيد الاقامة الجبرية، بانتظار بت طلبه اللجوء السياسي، فيما اكد رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما ان تخلي اوجلان عن الارهاب هو الشرط المسبق لمنحه اللجوء. وعبّر الاتحاد الاوروبي عن تضامنه مع ايطاليا وتصميمها على حل خلافها مع تركيا في شأن مصير اوجلان، بالاستناد الى قوانينها والتزاماتها القانونية. في غضون ذلك، شنّت وحدات تركية قوامها 50 الف جندي هجوماً واسعاً على المعاقل المتبقية للمقاتلين الاكراد في اقليم تونجلي شرق تركيا. وقال يلماز في مؤتمر لحزب "الوطن الام" الذي يتزعمه ان "الحكومة الايطالية فتحت عن جهل ذراعيها لأكثر ارهابيي العالم دموية، وعلى العالم كله ان يعرف انه اذا استمرت ايطاليا في هذا الموقف الشائن فان تركيا لن تتركه من دون رد". وقال وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم في اسطنبول: "نحذر الشعب الايطالي. ان ظهور الارهاب على الساحة الايطالية امر سيء بالنسبة الى ايطاليا واوروبا والعالم". ونقلت صحيفة "صباح" التركية امس عن رئىس الوزراء الايطالي قوله في مقابلة اجرتها معه ان اوجلان "اعلن قبل طلبه اللجوء السياسي انه سيتخلى عن الارهاب، وستقرر اللجنة المكلفة النظر في طلبه اذا كان اعلانه التخلي عن الارهاب جديراً بالثقة ام لا". واكد ان ايطاليا "لن تكون قاعدة للارهاب ضد تركيا"، موضحاً انه "طالما بقي اوجلان في ايطاليا فان "اجهزتنا الأمنية ستراقبه ومن المستحيل ان يقوم بأي نشاط ارهابي هنا". وكان داليما استبعد الثلثاء الماضي تسليم اوجلان الى تركيا لأنها لا تزال تطبق عقوبة الاعدام. وزاد داليما ان اوجلان قبل وصوله الى ايطاليا كان يعيش "حياة حرة" في دول اخرى، وكان "على الارجح ينظم فيها نشاطات ارهابية. انه الآن تحت المراقبة في بلادنا وعلى تركيا ان تكون سعيدة بذلك". واعتبر داليما على هامش منتدى في زغرب ان تركيا "تبتعد عن اوروبا" بتصرفاتها ازاء قضية اوجلان ولجوئه الى ايطاليا. ووجهت وزارة الخارجية الايطالية امس تعليمات الى الايطاليين المتوجهين الى تركيا دعتهم الى توخي "الحذر" وتأجيل سفرهم الى هذا البلد اذا لم تكن هناك ضرورة لذلك. في فيينا، عبّر بيان اصدرته رئاسة الاتحاد الاوروبي عن "تضامن الاتحاد التام مع ايطاليا ولجوئها بالكامل الى قوانينها والتزاماتها القانونية". واكد ادانته الارهاب بكل صوره "بما في ذلك الارهاب الذي يمارسه حزب العمال الكردستاني اينما كان واياً يكون هدفه". وكانت محكمة الاستئناف في روما قررت وضع اوجلان قيد الاقامة الجبرية الى حين بت طلبه اللجوء السياسي في ايطاليا. وكتبت صحيفة "حريت" التركية امس ان ليبيا قد تمنحه اللجوء اذا غادر ايطاليا. وأفادت وكالة "الاناضول" للأنباء امس ان الشركة العامة للصناعات الميكانيكية والكيماوية التركية قررت وقف استيراد تجهيزات عسكرية من ايطاليا تراوح قيمتها بين 250 و300 مليون دولار سنوياً. كما أعلن اكبر مصرف تركي تابع للدولة هو البنك الزراعي انه اوقف منح القروض لشراء الجرارات او المعدات الاخرى الزراعية الايطالية الصنع. وتطمح شركة "اغوستا" الايطالية الى الفوز بعقد كبير مع الجيش التركي لانتاج 145 مروحية قتالية بالاشتراك مع شركاء اجانب، وتبلغ قيمة العقد اكثر من 4 بلايين دولار، وتتنافس عليه خمس شركات