قال مرجع لبناني مسؤول انه لا بد للبنان وسورية من ان يعدّا أوراقهما للتحرّك الاميركي الجديد الذي تستمر الادارة الاميركية في إعلان نيتها القيام به، من أجل فتح المفاوضات على المسارين السوري واللبناني من عملية السلام بعد اتفاق "واي ريفر" الاسرائيلي - الفلسطيني. وأوضح المرجع ل "الحياة" ان الاتصالات الجارية بين دمشق وبيروت والجولة الاخيرة التي قام بها رئيس الحكومة اللبنانية السيد رفيق الحريري وشملت باريس وطهران والرياض، وقبلها القاهرة، وانتهت قبل يومين باجتماع مع الرئيس السوري حافظ الاسد، تأتي في هذا السياق. فالحركة السياسية والديبلوماسية نشطة في المنطقة لاستكشاف معالم المرحلة المقبلة ومن الطبيعي ان يتحرّك لبنان وسورية بكثير من الحذر حيال ما قد يحاول الاسرائىليون اقناع الاميركيين به من افكار تتعلق بتحريك الامور على المسارين السوري واللبناني. ورأى المرجع ان من الطبيعي ان يلجأ البلدان الى حد أدنى من التفاهم العربي، على حماية المفهوم الذي يتمسكان به للتفاوض، على اساس مبدأ الارض في مقابل السلام. والقاهرة والرياض وطهران هي الدول العربية والاسلامية الاكثر وزناً التي يفترض تنسيق المواقف معها لمساندة موقف دمشق وبيروت في هذا المجال. وأكد المرجع ان البلدين ينطلقان من نقطة ايجابية تحققت هي ان باريس كانت حاسمة في تضامنها مع الموقف اللبناني وفي إبلاغها الولاياتالمتحدة، وبالتالي اسرائيل، ان من العبث السعي الى استئناف المفاوضات على المسارين، في ظل مساعٍ الى الفصل بينهما. وأشار الى ان باريس أكدت لواشنطن وتل أبيب ان محاولات فصل المسارين ستسبب مشكلات وتهزّ الاستقرار في لبنان، من دون ان تحقق هدف الفصل، في كل الاحوال. وأوضح ان العلاقة الاميركية - السورية معقولة هذه الايام، خصوصاً ان دمشق لم تتخذ موقفاً مضاداً لاتفاق واي. ورداً على سؤال عما اذا كان يمكن ردم الهوة بين الموقف الاسرائىلي الداعي الى استئناف التفاوض على المسار السوري "من دون مواقف مسبقة" والموقف السوري الذي يشترط البدء من النقطة التي كانت انتهت العام 96 والتسليم بالانسحاب الاسرائىلي من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران يونيو 67، أوضح المرجع ان هذا دور الاميركيين، وقد اتخذ قرار باستئناف التفاوض فان واشنطن قادرة على ايجاد صيغة لذلك. ورفض المرجع تأكيد أو نفي ما اذا كانت واشنطن طرحت صيغاً للتوفيق بين الموقفين الاسرائىلي والسوري.