أكد الرئيس الجزائري اليمين زروال، عشية الاحتفال بالذكرى ال 44 لعيد الثورة أول من أمس، ان "الديموقراطية التعددية في الجزائر ما زالت في حاجة الى إسهام الجميع من أجل تطويرها". وقال في خطاب وجهه ليل أول من أمس الى الشعب الجزائري، ان "من واجبنا الحفاظ على هذه التجربة الفتية". وشدد على ضرورة المحافظة على حرية التعبير، واعتبرها مكسباً كبيراً للجزائر، وأنه "لا ينبغي ان تعني النيل من شأن مؤسسات الدولة أو شرف الأشخاص أو كرامتهم التي يحميها الدستور". ودعا الجميع الى الاحتكام الى قوانين الجمهورية. ومعلوم ان حملة عنيفة شنتها صحف عدة أخيراً على بعض المسؤولين مثل الجنرال محمد بتشين ووزير العدل السابق السيد محمد ادمي. وأدت تلك الحملة الى استقالة المسؤولين الذين اتهمتهم الصحف بالفساد، وهي تهم نفاها هؤلاء. وأشاد ب "الأشقاء العرب" الذين وقفوا الى جانب الجزائر أيام النضال الوطني، ونوّه بأصدقاء الجزائر في شتى انحاء العالم. وجدد تمسكه ب "استئصال الارهاب". وسجل اصرار الجزائر على دفع عجلة التنمية، مشيراً الى الصعوبات في تحقيقها ب "وتيرة سريعة". ووجه نداءه الى كل الاحزاب يدعوها فيه الى "ان تتولى تحضير نفسها للمساهمة في نجاح الانتخابات الرئاسية في ظل تنافس سليم وشريف حول الأفكار والمناهج والبرامج". وجدد تأكيده انه اتخذ قراره التنحي مبكراً عن الرئاسة، من قناعته الشخصية، اذ ان "الوقت حان لتجسيد مبدأ التداول على السلطة". وقال انه فوّض الى الحكومة الشروع في التحضير للانتخابات، وانه بدأ مشاورات واسعة مع الطبقة السياسية، وانه يتمسك "بترجيح كفة الاجماع كلما كان ذلك ممكناً". وأعلن انه ارجأ الانتخابات من شباط فبراير الى نيسان ابريل المقبل لتمكين الأحزاب من التحضير اللازم لها. وتعهد بأن "يبدي إرادة حازمة في أن تتسم الانتخابات بطابع الشفافية والنزاهة والصدقية". وأكد ان مواقف الأحزاب في ما يتعلق بالحكومة ستؤخذ بعين الاعتبار، في الوقت المناسب، وسيتم انشاء لجنة مستقلة لمراقبة الانتخابات الرئاسية. ومعلوم ان بعض الأحزاب يطالب برحيل حكومة السيد أحمد أويحيى قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.