أكدت مصادر جزائرية مطلعة أمس ان الجنرال محمد بتشين، المستشار برتبة وزير في رئاسة الجمهورية، قدّم استقالته الى الرئيس اليمين زروال الذي قبلها. وقالت ان بتشين غاب عن مكتبه طوال الأيام العشرة الماضية، أي منذ تصاعد الحملة الاعلامية عليه في بعض الصحف. وتؤكد مصادر مطلعة ان هذه الحملة يدعمها قائد الاركان الفريق محمد العماري وقائد الاستخبارات الجنرال محمد مدين "توفيق". وبذلك يكون معارضوه في قيادة الجيش والاستخبارات، حققوا تقدماً مهماً عليه. لكن هذا التقدم لا يبدو انه يشمل دور الجنرال، الذي كان يتولى مهمات قيادة مخابرات الجيش في الثمانينات، في الحزب الحاكم "التجمع الوطني الديموقراطي". إذ ان محاولات "قصقصة أجنحة" بتشين من داخل "التجمع" فشلت خلال المؤتمر الأخير لهذا الحزب وانتهت باستقالة أبرز الذي قادوا المحاولة، رئيس الحكومة السابق السيد مقداد سيفي. ومعلوم ان استقالة بتشين تُعد كذلك ضربة للرئيس زروال الذي ظل يدافع عن مستشاره طوال الأشهر الماضية. وثمة من يؤكد ان قراره التنحي عن الرئاسة يعود الى رفضه الخضوع للضغوط عليه للتخلي عن بتشين. وتأتي استقالة بتشين بعد يومين من قبول الرئيس زروال استقالة وزير العدل السيد محمد آدمي بعد تعرضه لحملة صحافية مشابهة للحملة على بتشين. وكان الأخير رد على منتقديه قبل أيام، محذّراً من خطورة "شد الحبل كثيراً". واذا كانت الحملة على آدمي صدرت عن قضاة لم تذكر الصحف اسماءهم، فإن الحملة على بتشين تميّزت بأن بعضها صدر من داخل المؤسسة العسكرية. إذ اتهم ضابط سابق في الاستخبارات، هو الرائد هشام عبّود بتشين، بأنه صاحب امبراطورية وأنه يتلقى رشاوى، وهو أمر نفاه بتشين.