رفض رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما ما وصفه ب "الابتزاز" من اي جهة، في ما يتعلق بطلب تركيا تسليمها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان، وجاء كلامه في جلسة برلمانية خصصت امس للبحث في قضية اوجلان، اكد خلالها ان القوانين الايطالية لا تسمح بتسليم الزعيم الكردي الى بلد يطبق عقوبة الاعدام. وعكس اجماع برلماني ايطالي هذا التوجه اذ وصف زعيم "رابطة الشمال" اومبرتو بوسي اوجلان بأنه "بطل من أبطال العصر يجب الدفاع عنه". وظهر امس تنسيق الماني - ايطالي حيال القضية إثر محادثات أجرتها وزيرة الداخلية الايطالية روزا روسي بيرفولينو مع نظيرها الالماني جوشكا فيشر، صرحت على اثرها بأن الحكومة الالمانية "تبدي تفهماً كبيراً للموقف الايطالي" ولا تنوي التقدم بطلب لتسليمها اوجلان الذي كانت صدرت بحقه مذكرة توقيف المانية. وسعى الرئيس التركي سليمان ديميريل الى تأكيد ان اوجلان سيحظى بمحاكمة نزيهة في حال سلمته ايطاليا الى انقرة. ورأى ديميريل الذي زار العاصمة النمسوية فيينا امس ان "لا مشكلة كردية في تركيا بل مشكلتنا مع الارهاب"، محاولاً انتزاع الطابع السياسي عن قضية اوجلان. وجاء ذلك في وقت صعّد الاكراد في انحاء العالم تحركاتهم للمطالبة بمنح اللجوء السياسي في ايطاليا لأوجلان وعدم تسليمه الى تركيا. ونظموا امام مستشفى تشيليو العسكري في روما مهرجاناً ضخماً قدر عدد المشاركين فيه بستة آلاف شخص. وفي الوقت نفسه، شهدت اسطنبول تظاهرة تأييد لاوجلان اعترضها متطرفون اتراك فيما أقدمت امرأة من انصار الزعيم الكردي على تفجير عبوة ناسفة ربطتها الى جسمها امام مركز للدرك التركي في منطقة يوكسيكوفا قرب الحدود مع ايران فقتلت على الفور واصيب مدنيان وعسكريان بجروح. ونظّم معتقلون من انصار اوجلان اضطرابات في السجون التركية. وفي موسكو، تدخلت الشرطة لمنع كرديين من الانتحار امام مقر مجلس النواب احتجاجاً على مطاردة زعيم الكردستاني، ونقل الاثنان الى المستشفى بعدما قاما بسكب الوقود على ملابسهما وأضرما النار فيها وهما يهتفان "يحيا أوجلان". وواصل حوالى 150 كردياً في قبرص اضراباً عن الطعام لليوم الرابع على التوالي امس تأييداً لأوجلان، ما اضطر الشرطة الى نقل بعضهم الى المستشفى وبينهم نساء واطفال. وواصل الاكراد في لبنان اضرابهم عن الطعام الذي بدأوه قبل يومين. وأبدى وزير شؤون المهجرين وليد جنبلاط تأييده لمطلبهم خلال زيارة تفقدية لهم امس. ومثل زعيم الكردستاني امام المحققين في روما امس واكد انه "ضد الارهاب" وانه وشعبه "ضحايا الارهاب التركي" الذي يحرمهم حقوقهم في تقرير المصير. وأكد رداً على استيضاح من جانب ممثل النيابة العامة انه "يطلب اللجوء في ايطاليا ولا يريد ان يسلم الى أي دولة اخرى". وفي مجلس النواب الايطالي، قدم داليما مبررات لاعطاء اوجلان حق اللجوء السياسي على اساس ان تركيا تطبّق عقوبة الاعدام. ودعا انقرة الى "معالجة المسألة الكردية بالسبل السياسية والتفاوض والاقتداء بنموذجي القضية الايرلندية والباسك في اسبانيا". وأشار رئيس الوزراء الايطالي الى ان فرنسا اعطت اللجوء السياسي لمطلوبين لدى القضاء الايطالي واعتبر ان هذه الخطوة هي "تقليد اوروبي كبير ولا تشكل عملاً عدائياً ضد تركيا لكنها احترام لقوانينا وقيمنا". ورحب بالواقع الجديد الذي عبّر عنه اوجلان في رغبته نبذ الارهاب.