غيّب الموت صباح امس رئيس حزب الكتائب اللبناني النائب والوزير السابق الدكتور جورج سعادة عن 68 عاماً، اثر صراع طويل مع مرض عضال. ونعاه النائب الاول لرئيس الحزب منير الحاج الى رئيس الجمهورية الياس الهراوي والرئيس المنتخب العماد إميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري والكتائبيين واللبنانيين، مشيداً في كلمة للمناسبة بمزايا الراحل ونضاله في الحزب والحياة السياسية اللبنانية، وداعياً الى "المحافظة على المبادئ التي آمن بها". وسيقام للراحل مأتم رسمي حزبي وشعبي يتمثل فيه الرؤساء الثلاثة، الحادية عشرة قبل ظهر غد الخميس في كنيسة مار مارون في الجميزة، على ان ينقل جثمانه الى بلدته شبطين البترون حيث يوارى، على ان يسجى صباح الخميس في البيت المركزي الكتائبي في الصيفي. ولد سعادة في شبطين عام 1930، وهو متزوج من ليلى كسروان الخازن ولهما ثلاثة اولاد. يحمل اجازات في الآداب وفقه اللغات السامية والحقوق ودكتوراه دولة في الفلسفة والآداب. انتسب الى حزب الكتائب عام 1945 وتولى مناصب عدة فيه ابرزها رئاسته منذ العام 1986 وقد جدد له خمس مرات. انتخب نائباً اول مرة عام 1968 ثم 1972، وقاطع انتخابات العام 1992، ولم يحالفه الحظ عام 1996. وتسلم وزارات عدة منذ العام 1973 بينها التصميم والاشغال والبريد والمواصلات. كان من النواب الذي شاركوا في مؤتمر الطائف الذي انبثقت منه وثيقة الوفاق الوطني، وألف اخيراً كتاباً بعنوان "قصتي مع الطائف"، وشارك قبله في مؤتمر جنيف ولوزان. ترأس "الجبهة اللبنانية" بعد وفاة الرئيس كميل شمعون عام 1987، وترشح الى رئاسة الجمهورية عام 1989 وانسحب في الدورة الثانية ليفوز الرئيس رينيه معوض بالتزكية. واتصل الرئيس السابق أمين الجميل بأرملة الفقيد وبالحاج معزياً وقال "اخسر بفقده شخصياً صديقاً ورفيق نضال، وعلى رغم ما باعد بيننا احياناً، ظل تفاهم ضمني قائماً على امور عدة لتخطي الانقسام الكتائبي".