القدس المحتلة، نيويورك، غواتيمالا، لندن، بون، بكين - رويترز، أ ف ب - اعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان انتهاء الازمة العراقية انتصاراً للديبلوماسية، لكنه حذّر من انه لا توجد ضمانات بحلّ ديبلوماسي اذا نشأت ازمة جديدة في المستقبل. وصدرت ردود فعل دولية واسعة مرحّبة بحلّ الازمة مع فرق التفتيش وتفادي توجيه ضربة للعراق. وقال انان ليل الاحد: "اعرب المجتمع الدولي بالاجماع عن امله بالتوصل الى حل ديبلوماسي مرضٍ للازمة الحالية، وبدا ان هذه النتيجة قد تحققت". وتابع انه واعضاء مجلس الامن يعربون عن الامتنان للرئيس بيل كلينتون "للقرار الشجاع والصعب الذي اتخذه"، في اشارة الى قبول تعهد العراق استئناف التعاون مع فرق التفتيش. وزاد: "انه انتصار لكل من اعربوا عن عزمهم الثابت في شأن وجوب احترام قرارات المجلس، انه انتصار للديبلوماسية والعزم". واستدرك انه من اجل نسيان الازمة تماماً "على العراق ان يتحرك بسرعة كي يكفل الالتزام غير المشروط" مشدداً على ان ذلك خير سبيل ليضمن العراق رفع الحظر الدولي. وسئل هل سيؤيد استخدام القوة في اي مواجهة مع العراق مستقبلاً فأجاب: "هذا سؤال يوجه الى الدول الاعضاء". وتفادى الرد على سؤال عن دعوة كلينتون الى حكم ديموقراطي في العراق. وقال "انها السياسة الداخلية الاميركية ولا شأن لي بها". وسئل هل حصل اي تدخل اميركي لديه قبل ان يناشد العراق التراجع، فأجاب: "كل ما يمكنني قوله ان لديّ تفويضاً وأملك ضميراً وفوق كل شيء اؤمن بميثاق الاممالمتحدة وافكارها". وفي تصريحات الى شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية قال انان ان كلينتون "اوضح ما يتوقعه بعدما قرر العراق الانصياع، واعتقد انه كان هناك تساؤل في العراق عما اذا كان هذا مقبولاً ام لا". لكنه اضاف انه لا يرى مبرراً لأي اعتراض عراقي على مطالبة كلينتون بحرية كاملة للمفتشين في أداء عملهم، لأن هذا وارد في قرارات مجلس الامن ومذكرة التفاهم. وفي غواتيمالا رحب الرئيس الفرنسي جاك شيراك باعلان كلينتون حل الازمة مع العراق، معتبراً ان على بغداد ان تفهم انه "في حال حصلت قطيعة جديدة في تعاونها مع الاممالمتحدة فان التهديد باللجوء الى القوة سيخيّم مجدداً وبصورة قوية على العراق". واشار معاونون لشيراك الى ان لندن وواشنطن ابلغتا مسبقاً بمضمون ما قاله الرئيس الفرنسي. وفي لندن، رحب ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني سلفاً بتصريحات شيراك قائلاً ان فرنسا تحذر العراق من انه "مهدد فوراً باستخدام القوة" ضده في حال قرر مجدداً وقف تعاونه مع الاممالمتحدة وزاد ان ذلك "يظهر التفهّم المتزايد للمجتمع الدولي انه مع ظهور اي مؤشر الى ان العراق لا يحترم التزاماته فان الضربات العسكرية الاميركية - البريطانية يمكن ان تحصل". وذكر ان الرئيس العراقي محاصر الآن وان "حركة واحدة خطأ" سينتج عنها عمل عسكري ضد العراق. ورأى ان صدام خرج من الازمة في وضع أسوأ. وفي القاهرة "الحياة"، أعلن ان وزير الخارجية البريطاني روبن كوك ارجأ زيارته للعاصمة المصرية التي كانت مقررة أمس. وعزت مصادر ديبلوماسية بريطانية سبب الارجاء الى متابعة كوك للأزمة العراقية. الصين ورفع الحظر ورحبت الصين امس بالحل الذي تم التوصل اليه لتجنب توجيه ضربات عسكرية الى العراق. ونقلت "وكالة انباء الصين الجديدة" عن السفير الصيني لدى الامم التحدة قوله: "نرغب في ان يعمل العراق على تطبيق كل قرارات مجلس الامن وان ترفع العقوبات بأسرع وقت". وانتقدت الصين ضمناً العلاقة بين لجنة نزع السلاح اونسكوم والولاياتالمتحدة، وشدد السفير على ان اللجنة "تبقى هيئة تابعة لمجلس الامن". ودعاها الى التقيد بصرامة بالمهمة الموكلة اليها "عبر احترام كرامة العراق وسيادته". وفي القدسالمحتلة، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتانياهو ليل الاحد: "ليس لاسرائيل اي اوهام حيال صدام لأن من المشكوك فيه ان يلتزم العراق تعهداته" على رغم استئناف تعاونها مع فرق التفتلش. وتابع "سنبقي عيوننا مفتوحة كي نكون مستعدين لأي وضع ممكن". واعرب وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي عن امله بأن "تؤدي عودة المفتشين الى عملهم الى تقويض قدرة العراق على تطوير اسلحة الدمار الشامل والصواريخ البعيدة المدى وتصنيعها. نعلم ان الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة والمجتمع الدولي سيبذلون كل جهد لمنع ظهور اخطار في المنطقة". وفي بون، رحّب وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الاحد بقرار العراق التراجع ورأى انه "أمكن تفادي صراع عسكري، وفي الوقت نفسه تهيئة الظروف لمراقبة فاعلة ودائمة للبرنامج العراقي لانتاج اسلحة الدمار الشامل".