دشن رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، ممثلاً رئيس الجمهورية الياس الهراوي، جادة الرئيس حافظ الأسد في منطقة بئر حسن قرب بيروت، في احتفال شارك فيه ممثل الرئيس السوري وزير شؤون الرئاسة وهيب الفاضل واللواء غازي كنعان وعدد من الشخصيات اللبنانية. وألقى الحريري كلمة قال فيها "ان اللبنانيين يستطيعون التطلع الى الوراء في اعتزاز وفخر مبعثهما الجهد العظيم الذي بذلوه بعدما استعادوا تضامنهم ووحدتهم من أجل اعادة الإعمار والبناء، والتطلع الى الأمام بثقة وأمل يدفع اليهما التأسيس الذي أنجز والبناء والتطوير اعداداً لمستقبل الوطن". وتحدث عن "انجازات السنوات التسع الماضية: فالدولة استعادت مؤسساتها ووحدتها وفاعلياتها، وانطلق النظام السياسي اللبناني المتجدد في إطار وثيقة الوفاق الوطني والمؤسسات الدستورية، فأجريت الانتخابات النيابية في مواعيدها مرتين، وأنجزت انتخابات بلدية انتظرها المواطنون عقوداً وتوَّجَ اللبنانيون ومجلِسهم النيابي أخيراً الانتظام الديموقراطي لحياتهم السياسية بانتخاب العماد أميل لحود رئيساً في إجماع وطني قلَّ نظيره". وأشار الى أن الهراوي يتماثل للشفاء، ذاكراً له "ما قدمته سنوات عهده الى حقبة السلم الأهلي والوطني من جهود وإنجازات، والعمل المخلص لكل الوطن وكل المواطنين، وقراراته الشجاعة والروح الوطنية العالية والصمود في وجه كل الصعاب، والتزام الدستور والتقاليد الديموقراطية اللبنانية، واسهاماته المتميزة في مجال العلاقة الأخوية والحيوية مع الشقيقة سورية". وشكر الحريري لسورية بقيادة الأسد ما قدمته الى لبنان و"وقفتها معه في وجه العدوان الإسرائيلي المستمر والاضطراب الداخلي المنقضي بإرادة اللبنانيين"، مهنئاً إياها بالذكرى ال28 للحركة التصحيحية في سورية وقال "ان هذه الجادة رمزٌ لما يكنه كل لبنان من عرفان ووفاء لمن وقف معه في الشدائد وساعده في السلم وفي الوصول اليه، ولمن يقود اليوم مسيرة التحرير من الاحتلال، ومواجهة الأمة العربية للأخطار. فلبنان لن ينسى للرئيس حافظ الأسد تلبيته نداء اللبنانيين عام 1976، واتخاذه قراراً تاريخياً لمنع انتشار الحرب الأهلية، ويوم وقف معه في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي الأول عام 1978، وتصدى لكل محاولات الانفلات من الهوية العربية، ولن ينسى دور الجيش العربي السوري في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. ولن ينسى لحافظ الأسد دعم بلاده للمقاومة ولكل أشكال العمل في سبيل اخراج القوات الإسرائيلية المحتلة من أرضه". وأضاف "ان تسمية الجادة لفتةٌ ورمز، أما النهج الدائم ففي العهد أن نبقى معاً نتعامل تعامل الأشقاء واضعين نُصب أعيننا المصلحة العليا لأوطاننا وأمتنا، وسيبقى المسارُ واحداً في التحرير وبعدَه، وستظل العلاقات اللبنانية - السورية نموذجاً يحتذى في مجال التضامن العربي". واعتبر ان الجادة "سبيل آخر من سبل الحياة اللبنانية الجديدة، وقد أظهرت انجازات السنين الماضية ما يمكن اللبنانيين أن يصلوا اليه إذا توحدت إراداتهم وجهودهم. إننا نقف اليوم على مشارف عهدٍ جديدٍ ينتظر منه اللبنانيون كثيراً متابعة وتطويراً وتغييراً، من ضمن المؤسسات والنظام السياسي الديموقراطي والتوافقي والمنفتح. أمامنا تحدي تحرير الأرض من براثن الاحتلال، والاستمرار في بناء المؤسسات وتطويرها، ومتابعة اعمار الأرض والإنسان والإعداد للمستقبل، والتحدي الثقافي والعلمي". وأزاح الحريري الستارة عن لوحة تذكارية، وضعت في أسفل مسلة تتوسط الجادة، كتب عليها "الى سيادة الرئيس حافظ الأسد، تحية وفاء وأخوة". الى ذلك أقيمت مهرجانات خطابية في عدد من المناطق اللبنانية لمناسبة ذكرى الحركة التصحيحية في سورية، أبرزها في عكار حيث أشاد الخطباء بسياسة الأسد، وأعلنوا دعم العهد الجديد برئاسة لحود. فطالب الرئيس عمر كرامي "من أجل استقامة الأمور بأن يبادر الحكام بالتزام أحكام الدستور والقانون، وبألا تطغى رئاسة على أخرى". وأضاف "لا نطلب المعجزات ونعلم ان الرئيس لحود ليس هو كل السلطة التنفيذية، وليس وحده صانع القرار، وان كنا نوافق على أن له تأثيراً كبيراً في صنع أي قرار". وطالب بإجراء اصلاحات سياسية والتطبيق الكامل لاتفاق الطائف. وقال الوزير سليمان فرنجية "ان من الواقعي سياسياً استمرار تلازم المسارين السوري واللبناني"، محذراً من نتائج اتفاق "واي بلانتيشين". وأشاد النائب عصام فارس بعهد الهراوي، معلقاً آمالاً على عهد لحود، داعياً الى "التعاون معه وصوغ برنامج للسلطة يتضمن اصلاحات سياسية وإدارية وخطة نهوض اقتصادي - اجتماعي"