سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أعلن في افتتاحه الدورة البرلمانية الجديدة انه تلقى رسالة من كلينتون . مبارك يطالب واشنطن بدور نشيط وحيادي لضمان تنفيذ الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي الاخير
وجه الرئيس حسني مبارك أمس نداء جديدا إلى القيادة العراقية، لتفادي مزيد من التدهور في الأزمة مع المفتشين الدوليين، ودعاها الى اتخاذ قرار "يتفق وخطورة الموقف"، وطالب الولاياتالمتحدة بالقيام بدور نشط وحيادي لضمان تنفيذ اتفاق واي ريفر، وانتقد اجراءات اسرائيلية وصفها بأنها "خطيرة" تتعارض والتزاماتها النابعة من الاتفاق. والقى مبارك أمس خطابه السنوي في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لمجلسي الشعب والشورى. وشدد فيه على أن "قضية العراق تثير لدينا الكثير من القلق لما يمكن ان تسببه من مضاعفات حادة وما يترتب عليها من زيادة معاناة الشعب العراقي وهمومه". وكشف عن تلقيه رسالة من الرئيس الاميركي بيل كلينتون أوضح فيها تفضيل بلاده التسوية السلمية، إذا ما اثبت العراق التزامه قرارات الأممالمتحدة، وقال مبارك: "أكرر ندائي للقيادة العراقية من هذا المنبر ان تنتهز الفرصة لكي تتخذ القرار الذي يتفق مع خطورة الموقف، والذي يؤدي الى تفادي المزيد من التردي في الموقف". وفي ما يتعلق قضية السلام في الشرق الأوسط، طالب الرئيس المصري "الولاياتالمتحدة بأن تلعب دوراً نشطاً وحيادياً لضمان تنفيذ الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي الاخير"، ولفت إلى أن "واي بلانتيشن لا يمثل اتفاقاً جوهرياً وانما مجرد مذكرة تفاهم حول كيفية تنفيذ الالتزامات النابعة من الاتفاقات السابقة، ويمكن ان يشكل خطوة ايجابية اذا تم تنفيذه بأمانة وحُسن نية". ودعا إلى "وضع آليات مستحدثة لضمان التنفيذ الصارم للاتفاق". وشدد على ضرورة استئناف المفاوضات على بقية المسارات. وقال: "على اسرائيل أن تبدي استعداداً حقيقياً وصادقاً لاستئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني على أساس المرجعية نفسها التي حكمت المراحل السابقة"، ومؤكداً "استعداد مصر للاسهام في تحقيق تقدم في استمرار عملية السلام واحرازها تقدماً حقيقياً بصفة مستمرة". وجدد مبارك موقف بلاده من قضية السلام، معتبراً ان السلام "هدف استراتيجي ثابت لا اهتزاز فيه، ولا تردد في شأنه، لأنه السبيل الى ايجاد عالم أفضل، ويجب أن يكون عادلاً متوازناً يتحقق في ظله التكافؤ بين حقوق الجميع". وانتقد مبارك سياسات الحكومة الاسرائيلية، وقال: "لا يخفى ان اسرائيل اتخذت بالفعل اجراءات عديدة تتعارض مع التزاماتها النابعة من الاتفاق، وذلك قبل أن يجف مداد الوثيقة التي وقعت في واشنطن". واعتبر أن ذلك "مؤشر خطير وسلوك لا مبرر له على الاطلاق ربما يؤدي إلى إجهاض هذا التحرك الجديد". ووجه الرئيس المصري رسالة الى "كل من يهمه الأمر" قال فيها: إن "حرب اكتوبر كانت عادلة استهدفت دحر العدوان وإشعار المحتل بعدم تمكنه من جني ثمار عدوانه والأمن لا يتحقق باحتلال أراضي الآخرين أو بقوة عسكرية". وزاد أن "مصر لا تتحمل ترف غياب قوة وطنية قادرة متطورة تحمي دورها وتحفظ توازن القوى في المنطقة"، وشدد على أنها "رسالة واضحة لكل من يهمه الأمر حتى لا يخطئ أحد الحساب أو يتصور إمكان عودة الهيمنة الى الشرق الأوسط". وعن الأزمة السورية - التركية الأخيرة، قال مبارك: إن "سعي مصر لإحتواء الخلاف استهدف نزع الفتيل من الموقف المتأزم والسعي الى تسوية الخلاف على مائدة الحوار". وأشاد بحكمة الرئيسين حافظ الأسد وسليمان ديميريل، وشدد على ان "ليس من مصلحة أي دولة في المنطقة اثارة الخلافات بين أقطار عربية ودول أخرى لأنه سيؤدي الى زيادة التوتر وتزايد الشكوك في سعي عناصر معينة الى إحداث وقيعة بين الدول التي ثار بينها النزاع". وفي شأن الأوضاع الداخلية في مصر، أكد مبارك مساندته للبرلمان وما يصدره من تشريعات في شأن الإصلاح الاقتصادي، ولفت إلى أن "التشريعات تحافظ على توازن المصالح بين فئات المجتمع، وتوازن الحقوق مع الواجبات، وتعميق قيم العمل والواجب، وتشجيع مبادرات الأفراد، وإدراك واعٍ لأهمية البُعد الاجتماعي للحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أمنه الداخلي". واكد أن "الهدف من المسيرة الوطنية: مجتمع مفتوح تسوده ديموقراطية صحيحة، يتيح لمواطنيه فرصة الكسب الحلال بلا حدود شريطة أداء حقوق الدولة، وتزدهر فيه كل الآراء، وتعلو حقوق الانسان"