صرح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان لدى مغادرته الدار البيضاء صباح أمس في طريقه الى نيويورك: "لدي انطباع جيد للغاية وسأعود" في اشارة الى الظروف التي حتمت قطع جولته في منطقة الشمال الافريقي بسبب تطورات الأزمة بين العراقوالأممالمتحدة. وقال انان: "لم أتمكن من اتمام الزيارة بسبب الوضع في العراق"، لكن مصادر دولية أوضحت ل "الحياة" ان الأمين العام افصح للاطراف المعنية الظروف التي جعلته يقطع جولته، على أن يعود الى استكمالها لاحقاً، لكنه لم يحدد موعداً لذلك. وزار انان مخيمات الصحراويين في موريتانيا والمغرب والتقى الملك الحسن الثاني ورئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي في مراكش. وكان مقرراً أن يزور مخيمات اللاجئين في تيندوف قبل الانتقال الى الجزائر وتونس. وأعرب انان عن ارتياحه الى زيارة المغرب. وقال انه اجرى محادثات مهمة للغاية مع العاهل المغربي والمسؤولين المغاربة الذين أكدوا التزام بلادهم المضي قدماً في تنفيذ خطة التسوية الدولية. وسبق للأمين العام ان أكد ان الأممالمتحدة تنتظر رداً من السلطات المغربية على اقتراحات محددة، لكن وزير الخارجية المغربي الدكتور عبداللطيف الفيلالي أكد موقف بلاده، لجهة التعاون الكامل مع الأممالمتحدة، وطلب فترة أطول لإعداد رد المغرب على اقتراحات الأمين العام للأمم المتحدة التي يعتقد أنها تتعلق بمعاودة عمليات تحديد الهوية ونشر قوائم المسجلين، وابرام بروتوكولات في شأن انتشار القوات، والإعداد للفترة الانتقالية التي تسبق موعد الاستفتاء المقرر قبل نهاية العام القادم. وكان انان أوضح في مؤتمر صحافي في مراكش أول من أمس انه ناقش مع المسؤولين المغاربة في قضايا عدة، وأنه تم الاتفاق على أنه على الأممالمتحدة والأطراف الأخرى المعنية بنزاع الصحراء بذل كل الجهود لتنفيذ خطة التسوية السلمية، على أساس ان يتم التركيز على معاودة استئناف عمليات تحديد الهوية. وسئل في غضون ذلك عن موضوع اللاجئين والأسرى، فقال انه بحث في هذه الملفات مع المسؤولين المغاربة، وأن وفداً من المفوضية العليا للاجئين سيزور المنطقة قبل نهاية السنة للبحث في تفاصيل الموضوع مع السلطات المغربية، في ضوء موافقة الرباط على اضفاء طابع رسمي على وجود المفوضية في عملية عودة عشرات الآلاف من اللاجئين. ولاحظ المراقبون ان ارجاء جولة انان ستؤدي الى تأجيل إعداد تقريره الى مجلس الأمن. ولا يعرف ان كان شخصياً سيعاود الزيارة قريباً، أو انه سيعهد ذلك الى الوسيط الدولي جيمس بيكر الذي رعى اتفاقات هيوستن.