من داخل الزنزانة التي يلازمها في أحد السجون الفرنسية رفع الإرهابي الدولي إيليتش راميريز سانشيز الملقب ب «كارلوس» شكوى قضائية ضد المخرج الفرنسي أوليفييه أساياس وشركة «ستوك» للإنتاج، كونهما أعدا فيلماً تلفزيونياً يتناول سيرته. ويفترض بالفيلم المكوّن من ثلاثة أجزاء مدة كل منها 90 دقيقة أن يعرض على قناة «قنال +» ابتداء من أيار (مايو) المقبل. لكن «كارلوس» طلب عبر محاميته وزوجته، إيزابيل كوتان بير نسخة نهائية من الفيلم للاطلاع على مضمونه وتعديل أو تصحيح ما قد يتطلبه قبل عرضه على شاشة التلفزيون. وأشارت كوتان بير التي قدمت باسم موكلها شكوى حول الموضوع، الى محكمة نانتير (ضاحية باريس) الى أن الهدف من هذه الخطوة هو التأكد من عدم وجود أخطاء على صلة بالوقائع التي يعرضها الفيلم وأيضاً من عدم وجود ما ينال من صورة كارلوس. ولفتت الى أن كارلوس الذي ينفذ عقوبة منذ العام 1997 بالسجن المؤبد لإدانته بقتل شرطيين فرنسيين ومجند لبناني، في باريس في الستينات، «له الحق مثل سواه في الدفاع عن صورته» وفقاً لما ينص عليه القانون الفرنسي. في المقابل تساءل محامي شركة «ستوك» للانتاج ريشار مالكا «كيف يمكن أن نسيء الى سمعة كارلوس الذي ادعى بنفسه أنه مسؤول عن مقتل ألفي شخص؟». أما محامي قناة «كانال +» فقال إن الفيلم هو مجرد عمل روائي، مستوحى من وقائع فعلية، وإنه من هذا المنطلق لا يمكن ان يسيء الى كارلوس الذي وصفه بالعدو السياسي والتاريخي البارز. ومن المقرر أن تصدر محكمة تانتير قرارها في شأن هذا الفيلم الذي يحمل عنوان «كارلوس» في 4 شباط (فبراير) المقبل.