سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العراق اعتبر ان سحب المفتشين "بأوامر واشنطن" دليل على عدم حيادهم . صدام حسين يناقش مع حكومته "احتمالات العدوان" وبغداد تنتظر تدخلاً من أنان لمعالجة الأزمة
بغداد، لندن - أ ف ب، رويترز - استنكر العراق امس سحب الاممالمتحدة موظفيها ومفتشيها "بأوامر من واشنطن" معتبراً ان الخطوة تثبت عدم حياد المفتشين وخضوعهم للارادة الاميركية. واكدت بغداد امس تمسكها بقرارها وقف التعاون مع مفتشي الاسلحة على رغم التهديد الاميركي ودعت الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان الى التدخل لمنع ضربة اميركية متوقعة. وعقد الرئيس صدام حسين اجتماعات مع كبار المسؤولين ركزت على "احتمالات العدوان الاميركي الصهيوني على العراق". وبثت وكالة الانباء العراقية ان الرئيس العراقي ترأس اجتماعاً للحكومة العراقية. واضافت الوكالة ان "مجلس الوزراء العراقي ناقش بتركيز واهتمام احتمالات العدوان الاميركي الصهيوني الذي تهدد الادارة الاميركية بشنه على شعبنا وبلادنا من دون اي مسوغ وعلى الضد من ميثاق الاممالمتحدة وقواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة التي تنص جميعها على احترام سيادة العراق وسلامته الاقليمية واستقلاله السياسي". وعرض المجلس "اجراءات وتدابير الوزارات لمواجهة هذه الاحتمالات وعبر عن تقديره وتثمينه العالي لموقف جماهير شعبنا الصامد وما أظهرته من وعي والتزام واستعداد لمجابهة العدوانية الاميركية وافشال مخططها التآمري". واجتمع الرئيس العراقي ايضاً مع وزير الدفاع الفريق الاول الركن سلطان هاشم احمد وقصي صدام حسين المشرف على الحرس الجمهوري والفريق الاول الركن حسين رشيد محمد امين السر العام للقيادة العامة للقوات المسلحة وقائدي القوات الجوية والدفاع الجوي وهيئتي الاركان في القيادتين. وصرح مسؤول عراقي رفيع المستوى امس الخميس بأن هناك فرصة طيبة لحل الازمة الحالية في شأن عمليات التفتيش عن الاسلحة العراقية ديبلوماسياً اذا تفاوض أنان مع العراق مباشرة. وقال نزار حمدون مندوب العراق لدى الاممالمتحدة خلال حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي. بي. سي": "يجب ان تكون هناك دائماً فرصة لكن هذه الفرصة لن تتحقق الا اذا تحرك احد". واضاف: "نعتقد بأن الفرصة المثلى هنا متاحة امام أنان ليبذل جهوده ويتعامل مباشرة مع الحكومة العراقية، في شأن القضايا المطروحة، اعتقد بأن هناك فرصة طيبة لتحقيق شيء". وسئل حمدون عما اذا كانت دعوة وجهت الى أنان فقال: "اعتقد بأنه ألمح له برغبتنا في ذهابه الى بغداد لمناقشة الامر على هذا المستوى". وقال نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز مساء الاربعاء ان قرار الاممالمتحدة اخراج موظفيها من بغداد يظهر ان مفتشي الاسلحة يعملون تحت إمرة الولاياتالمتحدة. وطالب عزيز في خطاب بعث به الى انان وارسل الى الصحافة ان يتم اتخاذ تدابير للحيلولة دون شن عمل عسكري ضد العراق وقال ان بغداد تحمل مجلس الامن وأنان شخصياً مسؤولية اي عمل عسكري اميركي. واضاف الخطاب انه في ضوء التهديدات الاميركية "بشن عدوان على العراق من دون تفويض من مجلس الامن وقرار لجنة التفتيش يثبت تماماً مجدداً ان اللجنة تتصرف وفق أوامر حكومة الولاياتالمتحدة التي تنسق مع نشاط اللجنة". وقال طارق عزيز ان العراق لم يطلب من المفتشين مغادرة البلاد، واشار الى ان قرار العراق وقف التعاون لم يشمل العاملين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين غادروا العراق برفقة موظفي الاممالمتحدة الآخرين. وجاء في الخطاب انه لم يتم توضيح اسباب اتخاذ هذا الاجراء ولا الجهة التي اتخذت القرار. واضاف ان هذا يؤكد ما قاله العراق مراراً في شأن العلاقة بين لجنة التفتيش والولاياتالمتحدة. وتابع ان هذه التطورات "تمثل مسؤولية كبيرة على كاهل مجلس الامن وعلى أنان في ظل ميثاق الاممالمتحدة"، واعرب عن امله في هذا الصدد ان تؤخذ هذه التطورات في الاعتبار. ودعت القيادة القومية لحزب البعث الحاكم في العراق العرب الى "فعل جهادي" في مواجهة التهديدات الاميركية بضرب العراق. واوضحت قيادة الحزب في بيان نشرته الصحف العراقية امس "ان الجواب المتكافئ مع طبيعة التحدي يتطلب فتح كل ابواب النضال وان تتوجه كل الطاقات الحيّة في الأمة العربية نحو تحقيق وحدة المواجهة القومية والارتفاع بالنضال الى اعلى مستويات الفعل الجهادي".