اكدت مصادر ديبلوماسية غربية في عمان امس ان واشنطن "بدأت تتصرف على اساس ان لا مفر من المواجهة مع العراق"، وان المرحلة الاولى من الحملة العسكرية المؤلفة من ثلاث مراحل ستقتصر على توجيه ضربات صاروخية الى اهداف منتخبة داخل العراق "تشمل عقد الاتصال ومواقع يشتبه في انها تستخدم لانتاج بعض انواع اسلحة الدمار الشامل وتخزينها". وقالت المصادر لپ"الحياة" انه في حال اصرار بغداد على رفض "التراجع الشامل وغير المشروط" بعد المرحلة الاولى، فان المرحلة الثانية من الحملة العسكرية "ستتصاعد في اتجاه ضرب الحرس الجمهوري ومواقع قيادة الجيش وشبكة الرادارات، ومواقع اخرى اكثر حساسية". وأوضحت ان القوات الاميركية ستستخدم حاملات الطائرات "ايزنهاور" و"انتربرايز" وقطعاً بحرية اخرى لتنفيذ المرحلة الاولى، فيما ستكون بحاجة الى قواعد جوية في المنطقة لتنفيذ المرحلة الثانية وربما الثالثة من الحملة العسكرية. ولم تستبعد المصادر ان تشمل المرحلة الثانية توسيع منطقة الحظر الجوي في الشمال والجنوب لتشمل كل العراق. وزادت ان المرحلة الثالثة من الحملة العسكرية التي ستشارك فيها بريطانيا على الاقل، واشارت الى ان واشنطن لا تستطيع اعلان هدفها بسبب مخالفته القوانين الاميركية. وكانت مصادر ديبلوماسية غربية ذكرت ان وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين ابلغ حلفاء واشنطن في المنطقة بتفاصيل الخطة العسكرية الشبيهة بالخطة التي تم احباطها في شباط فبراير الماضي بعد توسط الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان. وكشفت ان كل مرحلة من مراحل الحملة العسكرية ستستغرق اربعة ايام يتم بعد كل مرحلة منها تقديم لائحة مطالب للقيادة العراقية. وقالت ان القوات الجوية الاميركية والبريطانية قد تقوم ايضاً بقصف القصور الرئاسية والبنى التحتية بما فيها الجسور التي تم ترميمها بعد حرب الخليج. ولم تستبعد المصادر ان تشمل الحملات العسكرية الاميركية والبريطانية قصف محطتي الاذاعة والتلفزيون وقوات الحماية التابعة للرئيس العراقي. واعتبرت المصادر ان الهدف الاساس للعمليات العسكرية في حال تمسك بغداد بموقفها هو "اضعاف النظام العراقي الى اقصى درجة ممكنة وابطال قدرته على العودة لتحدي القرارات الدولية". واوضحت ان واشنطن "لا تستبعد احتمال انهيار النظام العراقي بالكامل نتيجة الحملة العسكرية".