أنقره، اسطنبول - "الحياة"، أ ف ب - أحيا العلمانيون في تركيا أمس الثلثاء الذكرى السنوية الستين لوفاة مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك. وتم ذلك وسط تدابير أمنية استثنائية خوفاً من تحركات للاسلاميين قد تفسد المناسبة. وفي الساعة التاسعة وخمس دقائق صباحاً، انطلقت صفارات الانذار وتوقف السير في شوارع المدن الكبرى فيما وقف المسؤولون دقيقة صمت أمام ضريح أتاتورك. وسبقت المناسبة اعتقالات في صفوف الاسلاميين طاولت 23 شخصاً على الأقل وترافقت مع اعتقالات شملت أمس الذين لم يتقيدوا بالتقاليد المتبعة في المناسبة وتمت احالة هؤلاء الى التحقيق. وفي مطار اسطنبول، أفاد مسافرون ان الشرطة اعتقلت رجلاً تربع على الأرض وأخذ يتلو القرآن فور انطلاق صفارات الانذار في التاسعة وخمس دقائق. واقتيد المذكور للتحقيق معه. والغيت كل اجازات قوى الأمن فيما حلقت طائرات هليكوبتر للشرطة في أجواء أنقرة لتوفير الأمن الملائم للاحتفالات. وكان 23 شخصاً اعتقلوا في 28 تشرين الاول اكتوبر الماضي في اسطنبول. وقيل انهم اعترفوا بانهم كانوا يريدون ان يشنوا في اليوم التالي للذكرى ال 75 لاعلان الجمهورية العلمانية، عمليات انتحارية ضد ضريح اتاتورك حيث كان يفترض ان يحتشد كبار المسؤولين الاتراك. وأفيد ان هؤلاء تراجعوا عن مخططهم بسبب "سوء الاحوال الجوية" فأرجأوا العملية الى العاشر من الشهر الجاري، في ذكرى وفاة اتاتورك. وأضافت الشرطة ان هؤلاء اكدوا انهم تلقوا أوامر من ميتين كابلان زعيم جماعة "الخليفة" المنبثقة من اتحاد الهيئات والجمعيات الاسلامية في كولونيا بألمانيا والتي تأسست في 1984 بهدف اقامة نظام اسلامي في تركيا. وكان كابلان دعا الاسبوع الماضي الى الجهاد. ومعلوم أنه في الساعة 05،9 بالتحديد في العاشر من تشرين الثاني نوفمبر كل سنة، تتوقف دورة الحياة دقيقة واحدة في جميع انحاء تركيا تكريما لأتاتورك الذي توفي في مثل تلك الساعة في ذلك اليوم من عام 1938 في اسطنبول، عن 57 عاماً. ولدى انطلاق صفارات الانذار التي ترافقها ابواق السيارات يتوقف السير في المدن والقرى، ويتجمد المارة فترة قصيرة. وفي الوقت نفسه تقف كبرى شخصيات الدولة دقيقة صمت أمام ضريح أتاتورك. وحتى أواخر الثمانينات، كانت الذكرى يوم حداد وطني.