في ظل المخاوف المستجدة من ضربة اخرى ضد العراق يعيش عدد من اللاجئين العراقيين في أمان ريفيّ قلّ نظيره، على الجهة الأخرى للأرض، هنا في وادي الدراقن، وسط ولاية فيكتوريا الاسترالية، خصوصاً في بلدة كوبرام الصغيرة، وعدد سكانها لا يتجاوز الخمسة آلاف نسمة. "السعادة سهلة هنا"، تقول زينب الفهداوي، بعدما تلقت درسها في اللغة الانكليزية مع 13 امرأة اخرى. وتنتمي زينب الى 27 اسرة عراقية من أصل 111 أسرة استقر بها الترحال الطويل في هذا الوادي الخصب، توزعت على بلدانه الخضراء كوبرام، كايبرام وشيبرتون حيث يعمل الرجال في الزراعة عموماً. وكانت هذه الأسر تتجمع على دفعات متقطعة خلال السنوات الماضية منذ حرب الخليج. الأطفال يذهبون الى المدارس المحلية، والمواليد الجدد يفتحون عيونهم على سماء جديدة، بعيدة عن مساقط رؤوس آبائهم. هناك 27 امرأة حاملاً، ومعظم الأسر جاءت مع أطفال دون العاشرة. أول المستقرين في الوادي، حميد الجنابي وزوجته ايمان وأطفالهم الثلاثة، وصلوا في ايلول سبتمبر عام 1996 وولد لهم طفل في الاثناء سمياه محمد. عاشت الأسرة فترة انتظار في ملبورن لكنها تقطن حالياً في منزل مستقل وتمارس طقوس الباربكيو على الطريقة الاسترالية "البيئة هنا أفضل من أجل الأولاد"، يقول الجنابي. وتواجه هذه الأسر مشكلتي اللغة والتأقلم المهني. كثيرون من أفرادها يحملون شهادات جامعية لا مجال لمعادلتها حسب القانون الاسترالي، اللهم إلا اذا اخضع حاملها للامتحانات المحلية. وكانت الدولة الاسترالية قررت منح عدد من العراقيين حق اللجوء السياسي والانساني على أثر حرب الخليج. ويبلغ عددهم حالياً سبعة آلاف على وجه التقريب، بين سيدني وملبورن والأرياف.