صحيح ان القارئ لبرنامج عروض مهرجان لندن السينمائي الدولي 5 - 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1998، سيكون بحاجة لأن ينظر في القسم المخصص للسينما الأوروبية حتى يتأكد من ان فيلم اللبناني زياد الدويري "بيروت الغربية" سيكون ضمن العروض في المهرجان، لأن هذا الفيلم اللبناني المتميز يعرض هنا باسم فرنسا وان كان كونه لبنانياً، مشاراً اليه في مكان ما من السطور المخصصة للفيلم. هذا صحيح، غير ان إطلالة "بيروت الغربية" على جمهور المهرجان اللندني العريق الذي يقيم هذا العام دورته الثانية والأربعين، ستكون إطلالة مميزة ولبنانية بكل تأكيد. وحسبنا ان نشير هنا الى ان من خصائص مهرجان لندن انه يقدم، عند نهاية كل عام، عروضاً لأبرز ما عرض من أفلام في مهرجانات العالم طوال العام المنتهي. ومن هنا سيثلج فؤاد السينمائيين اللبنانيين هذا العرض الذي يعيد لبنان، بعد غياب، الى خارطة السينما المميزة في العالم. فيلم "بيروت الغربية" الذي ينظر الى السنوات الأولى لاندلاع الحرب في لبنان، من خلال عيني الفتى المراهق، الذي كان مخرج الفيلم في ذلك الحين، فيلم عن البراءة أكثر مما هو فيلم عن الحرب. لكنه كذلك فيلم عن السينما، عن الصورة وقوة العناصر البصرية، وهذا ما يجعله جديداً في عالم السينما اللبنانية. غير ان فيلم زياد الدويري لن يكون الفيلم العربي الوحيد في مهرجان لندن، فهناك أيضاً فيلم "بنت فاميليا" رابع أفلام التونسي نوري بوزيد، الذي يتابع مسيرة ثلاث نساء يعشن في تونس اليوم، منهن واحدة جزائرية تمر عبوراً هاربة من الجزائر الى فرنسا، ويتسلل الى حميمياتهن والى مشاكلهن. في مجتمع الذكور القاسي. قد لا يكون "بنت فاميليا" أفضل أفلام صاحب "صفائح من ذهب" و"ريح السد"، لكنه بالتأكيد فيلم طموح ومعاصر وشفاف. أما المغرب فيعرض فيلم "مكتوب" لنبيل عيوش، وهو كان فاز بجائزة مهمة في مهرجان القاهرة للعام الفائت، وبجائزة اخرى في مهرجان معهد العالم العربي في باريس، الصيف الماضي. فيلم "مكتوب" ينطلق من حادثة واقعية ضج لها المجتمع المغربي قبل سنوات، ليقدم فيلماً متحركاً دائرياً، فيه لمسة بوليسية ولمسة اجتماعية، ناهيك عن عناصر التشويق. ومن ايران ثلاثة أفلام، هي أبرز ما حقق في الآونة الأخيرة، ومن بينها فيلم الصبية سميرة ماخمالباف "التفاحة" الذي سبق ان كرم في أكثر من مناسبة، ولفت الأنظار، كما فعلت صاحبته ذات الثمانية عشر ربيعاً، والتي باتت شهرتها توازي شهرة والدها محسن ماخمالباف، الذي يعرض له المهرجان فيلمه الجديد "الصمت" في الوقت نفسه الذي يعرض له في لندن قاعة مركز الفن العالمي فيلم أقدم هو "لحظة براءة". "الصمت" فيلم حققه محسن في طاجيكستان السوفياتية سابقاً ويتحدث عن فتى أعمى يحب الموسيقى ويقيم علاقة صداقة مع مغن جوال لا يتوقف عن انشاد أغاني الحب. بالنسبة الى ماخمالباف "الصمت" هو فيلم عن "الموسيقى، وعن الصوت الداخلي الذي يجدر بكل واحد منا ان يسمعه وان يتبعه. ان اهمية خورشيد فتى الفيلم تكمن في أنه يعيش لحظته دون ان يعمل فكره في الماضي أو في الحاضر". والفيلم الايراني الثالث الذي يعرضه المهرجان هو "رقص الغبار" لأبو الفضل جليلي، والذي سبق الحديث عنه في عدد ماض من الملحق.