اظهرت دراسة حديثة ان اعطاء هرمون النمو النوعي للاعصاب NGF يساعد بشكل مهم في منع تضرر الاعصاب نتيجة مرض السكري. يؤدي مرض السكري الى تخريب الاعصاب بطرق عدة منها: انسداد الاوعية الشعرية، وتشكل مادتي ال Sorbitol والفركتوز وتراكمهما في خلايا شوان العصبية، وذلك نتيجة لارتفاع سكر الدم. NGF هو بروتين يحرض على استعادة الاعصاب المتضررة لوظيفتها الطبيعية، خصوصاً الاعصاب الحسية الصغيرة المسؤولة عن نقل الشعور بالألم. وتقدر الاحصاءات المحافظة ان حوالى نصف المرضى السكريين سوف يتطور عندهم ما يدعى اعتلال الاعصاب المتعدد بعد حوالى 20 سنة من الاصابة. وهو عبارة عن ضرر في هذه الاعصاب وغيرها، ويعد السبب الاساسي المؤدي الى الاصابة بالانتان في القدمين والتموت الحاصل فيهما في بعض الاحيان. ذلك لان مرضى هذا الاختلاط لا يشعرون بالاذيات والرضوض على القدمين وبالتالي لا يتجنبونها. ومن اهم النصائح لهؤلاء المرضى تجنب الاحذية الضيقة والانتباه عند قص اظافر الرجلين ويعد الخدر والتنمل وعدم الارتياح في القدمين من ابرز اعراض هذا الاختلاط. خلاصة هذه الدراسة جاءت بعد علاج 250 متطوعاً مصاباً بهذا الاعتلال العصبي، اعطي ثلثهم معالجة غير فعالة فيما اخذ الباقون حقناً من هرمون NGF ثلاث مرات في الاسبوع ولمدة ستة شهور. أجري لجميع المشاركين فحوصات عصبية نوعية لتقدير وظائف الاعصاب في بداية الدراسة وعند انتهاء المعالجة، والتي اظهرت تحسناً واضحاً في حساسية الاعصاب عند الذين تلقوا NGF مقارنة مع الذين لم يتلقوه. ومع ان فترة الدراسة كانت اقصر من ان يجري تقييم وافٍ خلالها لهذا الهرمون، خصوصاً على المدى البعيد حول امكانات منعه للاختلاطات العصبية عند مرضى السكري، الا ان الدارسين اعترفوا بهذا الامر وهم يقومون الآن بدراسة اطول لهذا الغرض، والتي يترقبها جميع المهتمين بالامور الصحية نظراً الى اهميتها اذا ما جاءت حسب التوقعات. تشخيص الصرع… ضرورة حتمية حددت دراسة استرالية الخطوة الاساسية لتشخيص مرض الصرع خصوصاً ان معظم الاطباء الممارسين يجدون صعوبة في هذا الامر. وبالتحديد فور حدوث النوبة الاولى منه عند شخص ما من دون سبب واضح، ويعد هذا الامر مهماً من اجل تحديد الخطوط الرئيسية للعلاج الدوائي مستقبلاً، ومن اجل التنبؤ بتطور المرض من جهة اخرى. نصحت هذه الدراسة باجراء الفحوصات السريرية والشعاعية والكهربية كافة من اجل الوصول الى التشخيص. ويتم التوصل الى هذا عن طريق تجربة مختلف النماذج التشخيصية المتبعة والمعروفة على مجموعة من المرضى، بلغ تعدادها 300 مريض 3-83 سنة عانى جميعهم من نوبة اختلاجية من دون سبب واضح. واجري لعدد منهم تقييم سريري شامل وذلك مباشرة بعد حدوث النوبة، فيما تلقت مجموعة اخرى بالاضافة للفحص السريري، تخطيط دماغ كهربياً. وخضعت المجموعة الاخيرة لفحوصات مكثفة شملت تخطيط دماغ كهربياً وفحصاً بالرنين المغناطيسي MRI بالاضافة الى الفحص السريري الشامل. ووجد تبعاً لذلك ان التوصل للتشخيص في المجموعة الثالثة كان بنسبة اعلى بكثير مقارنة مع المجموعتين الاخريين، وبلغت هذه النسبة 81 في المئة فيما كانت 47 في المئة عند اجراء التقييم السريري لوحده، و77 في المئة عند تخطيط الدماغ الكهربي. ولقيت هذه التوصيات الجديدة صدى ايجابياً في مختلف دول العالم، وذلك لاهمية الوصول الى التشخيص المبكر في هذا المرض حرصاً على السلامة العامة والشخصية على حد سواء وكذلك لان العديد من القوانين متعلق به، فعلى سبيل المثال لا يخول القانون البريطاني حمل شهادة قيادة سيارة لاي شخص عانى من نوبتي اختلاج، ويجب ان يكون خالياً من هذه النوبات لمدة سنتين بغض النظر عن المعالجة الدوائية. ويصبح هذا القانون صارماً جداً عندما يتعلق الامر بوسائل النقل العامة، اذ يمنع من قيادتها اي شخص تعرض لنوبة واحدة خلال حياته. ومن الجدير بالذكر ان هذا المرض شائع ويصاب 40 في المئة من مجموع السكان بنوبة او اكثر خلال حياتهم، وتتكرر النوبات عند 4 في المئة منهم خلال سنتين. اما اسبابه فكثيرة ومتعددة، اهمها الوراثة ورضوض الرأس والجراحة والاورام والحرارة عند الاطفال والكحول.