أكدت الدكتورة سمية سالم باجمال اخصائية طب الاعصاب بمستشفى الملك فهد بجدة أن الصرع ليس مرضا بحد ذاته ولا يعتبر معديا، فهو مجرد علامة لاختلال الشحنات الكهربائية بالدماغ، وأوضحت أنه رغم التقنيات الحديثة فما زالت نسبة كبيرة من الحالات لا يوجد لها سبب، ويطلق عليها صرع أولي. وقالت الدكتور باجمال : إن الصرع ينقسم اجمالا الى قسمين؛ نوبات جزئية ونوبات عامة. والنوبات الجزئية ناتجة عن اختلال كهربي في جزء من المخ وينقسم أيضا هذا النوع من النوبات إلى نوبات جزئية بسيطة ونوبات جزئية مركبة، فتظهر الاعراض بصورة مختلفة حسب منطقة المخ المصابة. فمثلا النوبات الجزئية البسيطة لا يصاحبها فقدان للانتباه ويكون المريض واعيا تماما. والنوبات الجزئية بسيطة الحركة قد يعاني فيها المريض من ارتجاف حركي بسيط. والنوبات الجزئية الحسية البسيطة فتظهر بصورة انخفاض الاحساس في الجزء المصاب. والنوبات الجزئية البسيطة بالعض الصدغي تشمل هلوسة سمع أو شمّ أو تذوّق مع خوف. وأضافت أن النوبات الجزئية المركبة تؤدي الى فقد الانتباه مع اداء تلقائي من بلع وحركات متكررة باليدين لبضع دقائق وقد تبدأ نوبات بسيطة ثم تتحول نوبات حركية أو الى نوبات عامة. وأوضحت الدكتورة سمية أن النوبات العامة ناتجة عن تزايد كهربي بكل أجزاء المخ وهناك أنواع منها أيضا وغالبا ما تظهر على هيئة نوبات شدّ وارتجاف شامل مما يؤدي الى عض اللسان مع تقلب العين للاعلى وصراخ يتبعه ارتجاف للأطراف وينتهي بحالة من الارتخاء قد يؤدي الى سلس بول أو براز أو دخول في نوم لعدة ساعات.وعن تشخيص الصرع قالت الدكتورة سمية : إن التشخيص يتم أولا عن طريق التاريخ المرضي ووصف مظاهر النوبة بالإضافة الى الفحص السريري والفحوصات المساعدة، وهي عبارة عن تخطيط المخ حيث يستعان به لمعرفة نوع النوبات الصرعية مع العلم أنه في حالات كثيرة يتوقع ان يكون التخطيط طبيعيا ولا يظهر أي نوع من النوبات، كما أن هناك الاشعة المغناطيسية أو المقطعية للدماغ. علاج الصرع وتقسم الدكتورة باجمال علاج الصرع إلى قسمين: العلاج الدوائي حيث يشمل العديد من الادوية التي تسيطر على النوبات ويحتاج سنوات من العلاج للتحكم في النوبات، كما أن فعالية هذه الادوية قد تصل الى ان 50% من المرضى يختفي لديهم المرض، ولكن يوجد 20% من المرضى لا يستجيب الى العلاج الدوائي أو يضطر المريض الى استعمال نوعين او أكثر من الادوية المثبطة للنوبات. وتوضح أن استجابة المريض للادوية تعتمد على عوامل مختلفة منها نوع الصرع وأسبابه ووجود امراض اخرى في المخ تؤدي الى صعوبة التحكم في التشنجات. أما القسم الثاني من العلاج فهو العلاج الجراحي، وعادة يلجأ إليه اذا استعصت السيطرة على النوبات بالعلاج الدوائي ويشترط وجود بؤرة للصرع وتم تحديدها بالاشعة والتخطيط للمخ. وفي حالة حدوث النوبات في المنزل أو في الطريق ينصح بالهدوء وابعاد الأجسام الحادة او الصلبة او الساخنة عن المريض وعدم لمس المريض او محاولة فتح فمه خاصة اذا كان الفك في حال شدّ كما يوضع المريض على جانبه بعد انقضاء النوبة، ويفتح فم المريض وتزال أية بواقٍ للطعام ويترك الوضع الجانبي حتى يستيقظ، وينصح بنقله للمستشفى خاصة اذا تكررت التشنجات. تعايش طبيعي وعن التعايش مع الصرع قالت الدكتورة سمية : إنه على المريض ان يعيش بشكل طبيعي حتى يستجيب للعلاج، فالصرع ليس وصمة أو مرضا معديا وليس مسببا لإعاقة، ولكن ينصح بتجنب مثيرات الصرع كالاضواء الساطعة وأجهزة الحاسوب لفترات طويلة، والاجهاد العضلي والنفسي الشديد واهمها قلة النوم، وتجنب العمل بالمكائن الخطرة أو الأماكن المفتوحة المرتفعة او السباحة منفردا، وتجنب قيادة السيارات ما لم تختف النوبات لمدة سنة على الأقل، واتباع تعليمات الطبيب اثناء حمل المرأة المصابة بالصرع، حيث ان ترك العلاج اثناء الحمل قد يؤدي الى نوبات خطورتها على الأم والجنين اكثر من تأثير العلاج.